2010/07/10

الإخطبوط "بول" العراف الذي أذهل العالم


كتب . عبدالله القرزعي -
يميل الإنسان للغيبيات إذا لم يجد نفسه في واقعه الذي يعيشه ؛ وعدا ما شرعه الله عز وجل وجاء في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يجب ألا تشغلنا الغيبيات ولا تعنينا كمسلمين في شيء ... والحمد لله على نعمة الإسلام.



مع التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تعيشه أمريكا وأوربا وكثير من دول العالم إلا أن التكهنات وعلم الغيبيات مازالت تجارة رائجة تدر ملايين الدولارات من جيوب الأغبياء هناك ؛ فقد أصبح الهوس في المادة دافع لمزيد من المراهنات والتكهنات وحلم الثراء المنتظر !!!


"بول" إخطبوط بحري ألماني الأصل بريطاني التربية والنشأة ؛ استخدم في التكهن والعرافة في نتائج بطولات كرة القدم في بطولة أوروبا 2008 م وصدقت كل تكهناته عدا المباراة النهائية فقد توقع فوز منتخب ألمانيا وفاز منتخب أسبانيا ....
أعيدت الكره مرة أخرى في بطولة كأس العالم لكرة القدم -2010 في جنوب أفريقيا- ومازالت تكهناته حتى قبل المباراة النهائية صحيحة ؛ وقد توقع فوز أسبانيا على هولندا في النهائي مساء الغد.

وينقل قبل كل مباراة بيومين حياً على الهواء من حوض الإخطبوط الزجاجي تكهناته حيث ينزل للحوض صندوقين زجاجيين صغيرين على كل منهما علم دولة ويوضع داخلهما طعام للإخطبوط وباتجاه الإخطبوط لأحد الصندوقين وفتحه وأكل الطعام الذي فيه ... يعتبر ذلك تكهناً بفوز منتخب تلك الدولة !!!!

إنه لأمر محير للبعض ؛ عليه كان لزاماً أن نتوقف على أمور عقدية بهذه المناسبة التي قد أوجدت لغطاً كبيراً كسابقاتها بين أوساط الناس ؛ وقد انتقيت لكم ما يلي :

من موقع المسلم - الشيخ أ.د.سليمان العيسى أجاب على أحد التساؤلات بما يلي :

ورد في كتاب (مدارج السالكين) لابن القيم قال : وأخبرني ـ يعني شيخ الإسلام ابن تيمية ـ ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل ولم يعين أوقاتها، وقد رأيت بعضها وأنا أنتظر بقيتها .
وفي الآية "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا"
ما ذكره ابن القيم عن شيخه ابن تيمية هو من قبيل الفراسة وليس من ادعاء علم الغيب.
والفراسة: هي الاستدلال بالأمور الظاهرة على الأمور الخفية.

قال ابن القيم _رحمه الله_ ما نصه :
"ومن منازل "إياك نعبد وإياك نستعين" منزلة الفراسة، قال الله _تعالى_: "إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ" (الحجر:75)، قال مجاهد _رحمه الله_: المتفرسين، إلى أن قال: وقال _تعالى_ في حق المنافقين: "وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" (محمد: من الآية30).
فالأول: فراسة النظر والعين.
والثاني: فراسة الأذن والسمع، إلى أن قال _رحمه الله_: وفي الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري _رضي الله عنه_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم تلا قوله _تعالى_: " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ" (الحجر:75).


وليست المكاشفة من علم الغيب :

لا يعلم الغيب إلا الله لكنها من كرامات الأولياء فقد يحصل لبعض عباد الله الصالحين من الأشياء التي يُكشَف له عنها ما لا يحصل لغيره.
ومثل المكاشفات ما حصل لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حيث كان يخطب الناس يوم الجمعة على المنبر فسمعوه يقول: يا سارية الجبل فتعجبوا من ذلك ثم سألوه فقال:
إن الله كشف له عن سارية بن زنيم وهو أحد قواده في العراق وأنه محصور من عدوه فوجهه إلى الجبل فسمع سارية صوت عمر وانحاز إلى الجبل وتحصن به.

وذكر الشيخ ابن سعدي رحمه الله أن الاستثناء المذكور في قوله _تعالى_: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً" (الجـن:26، 27) يقتصر على ما ذكره الله وهو ما ارتضاه من الرسل.


وجاء في موقع إسلام أون لاين نت ما يلي :




حاول الإنسان أنْ يَبحَث عن المجهول المستقبل منذ خُلِقَ ،وفيه غرِيزةُ حُبِّ الاستطلاع، وبَذَل في ذلك جهودًا كبيرة، واتَّخَذ وسائلَ متعددة، وكان مِن هذه الوسائل ما عُرِف باسم الكَهانة والتنجِيم والعِرَافَة والطِّيَرَة والطَّرْق وضَرْب الرَّمْل وقِراءة الفِنجان وقِياس الأثَر وما يُبتكر غير ذلك.
وفيما يَلِي تعريفٌ بكلٍّ منها:


1 ـ الكَهَانَة :
هي ادِّعاء علْم الغَيب، بالإخبار عن المُضْمرات، أو عن المُغَيَّبات في مستقبل الزمان بأيَّة وسيلة من الوسائل، وقد تَختصُّ بما كان فيه اتصالٌ بالجنِّ .


2 ـ التَّنْجِيم :
هو الاستدلال بالنجوم في مواقِعها وتَحرُّكاتها على ما سَيكُون في المستقبل من مَطَرٍ أو حَرٍّ أو بَرْدٍ أو مَرَضٍ أو مَوْتٍ وغَيْرِ ذلك ، وقيل: هو الكهانة.


3 ـ العِرَافَة:
هي ادِّعاءُ معرفة الأمور بمُقدّماتٍ وأسبابٍ يُسْتدَلُّ بها على مواقِعها، كالمَسروق مَنِ الذي سَرَقَه، والضّالَّة أين مكانُها، وقيل: هي السحر .


4ـ الطِّيَرَة:
بكسْر الطاء وفتْح الياء ـ وقد تُسَكَّنُ ـ وهي مَصْدَرُ تَطيَّرَ، مِثْل تَخَيَّرَ خِيَرَةً، ولم يَجِئْ مِنَ المَصادر هكذا غيْرُهما ـ ومَعناها التشاؤمُ بالشيءِ، أو الاستدلال مِن طَيَرانِ الطائر، أو مِن رُؤية شيءٍ أو سَمَاع صَوْتٍ على ما سيَحصُل للإنسان. وقد كان العَرَب يَزجُرون الطَّيْر من أماكنها. فإن طارَتْ يَمينًا استَبشرتْ، وإن طارَتْ شِمالاً تَشاءمتْ، ويقال لها أيضًا "العِيافَة" مِن عافَ عَيْفًا.


5 ـ الطَّرْق:
وهو الضرب بالحَصا أو بالوَدَع، وقيل: هو الطِّيَرَة وقيل: ضرْب الرمْل.


6 ـ ضرْب الرَّمْل:
وهو وضْع خُطوط وعلامات على الرمل، لمعرفة ما يُخبَّأ للإنسان ويُعرَف أيضًا بالخَطِّ ،
رَوَى مسلم أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل عنه فقال: "كان نبيٌّ من الأنبياء يَخُطُّ، فمن وافَق خَطَّه فذاك"
وكذَّب ابن القيم نِسْبة الخَطِّ إلى إدريس ـ عليه السلام ـ وجاء في تفسيره: إن "الحازِي" أي المُحترف لذلك يأتِيه الرجل ليَعرِف حَظَّه، فيَخُط على أرضٍ رِخْوة خطوطًا كثيرة بالعَجَلة، ومعه غلام، ثم يَمْحو منها على مَهَل خَطَّيْن خَطَّيْن، والغلام يقول: ابنَيْ عَيَان، أَسرِعا البَيان، فإن بَقِىَ خَطّان فهما علامة النجاح، وإن بَقِىَ خَطٌّ واحد فهو علامة الخَيْبة.
ويقول ابن الأثير في "النهاية" : إنه علم معروف فيه تصانيف، ويُعمل به الآن، ولهم فيه اصطلاحات، يَستخرجون به الضمير وغيره، وكثيرًا ما يُصيبون فيه (هكذا يقول).


7ـ قراءة الفِنْجانِ:
وهي الاستدلال بآثار القَهْوة على الفنجان على ما يُفكِّر فيه شارِبُه، ويَزعُم بعض المعاصرين أنَّ أثَر الزفير على القهوة يُعطِي مؤشِّرات صادقة، لكن إذا كان ذلك من الناحية الطبية أو العضوية، فهل تُمكِن معرفة المستقبل؟ فيه كلام.


8 ـ قِياس الأثَرِ:
وهو أخْذ قطعة من ثياب الإنسان أو مُتعلَّقاته، وقياسُها بالشِّبْر والأصابع، والاستدلال بذلك على ما يكُون لصاحبه.
وهذه الأشياء وأمثالها نَهَى الإسلام عنها؛ لأنها تَتنافَى مع اختصاص علْم الله بالغَيب.
يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
"ليس منَّا مَن تَطيَّر أو تُطُيِّر له، أو تَكَهَّن أو تُكُهِّن له، أو سَحَر أو سُحِر له، ومَن أَتَى كاهِنًا فصَدَّقه بما يقول، فقد كَفَر بما أُنزل على محمد"
ويقول: "مَن أَتَى كاهِنًا فصَدَّقه بما يقول فقد بَرِئ ممّا أنْزَله الله على محمد، ومَن أتاه غير مُصدِّق له لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة"
ويقول: "مَن أَتَى عَرَّافًا فسَأله عن شيء فصَدَّقه لم تُقبَل له صلاة أربعين يومًا"
ويقول: "مَن أتَى عرَّافًا أو كاهنًا فصَدَّق بما يقول فقد كَفَرَ بما أُنزِل على محمد"
ويقول: "مَنِ اقتَبس علْمًا من النجوم اقْتَبس شُعبة من السحر زاد ما زاد"
ويقول: "العِيَافة والطَّيْر والطَّرْق من الجِبْتِ" والجبت ما عُبِدَ من دون الله.
وقد ذكر الله ـ تعالى ـ في القرآن الكريم أن الجن لا يَعلَمون الغَيب، فكيف يُصدِّقها مَن يَعتمد على أخبارها؟
قال تعالى: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْه المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إلا دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أن لَّو كَانُوا يَعْلَمُون الغَيْبِ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ) (سورة سبأ : 14).
والاتصال بالجن مُمكِن، وكذلك استخدامهم في بعض الأغراض، فقد سخَّرَهم الله لسليمان كَمُعْجزة، فلا مانع من تسخيرهم لغيره، ولم يَرِد نصٌّ يَمنع ذلك، وقد حَدَث لبعض الناس بطُرُقٍ يَعرِفونها.

تعليقي :
بعد الإخطبوط بول ظهر ببغاء في سنغافوره صدقت تكهناته وقبل أن يتجه المراهن لمكتب المراهنات ويدفع مبالغاً طائلة ؛ يتجه للببغاء وبمقابل 7 دولارات فقط يستنير بتكهن الببغاء ....
ويقول صاحب الببغاء كرة القدم لا تعنيني في شيء ؛ والناس يقدمون بشغف على معرفة تكهن الببغاء الذي أملكه مقابل 7 دولارات فقط .... يابلاش ؛ هنيئاً لك تلك الثروة التي اغترفتها من عقول فارغة.

اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق