2009/06/14

تعقيباً على طرح القرزعي (الإمام الكناني وتطوير التقويم المستمر في الصفوف الأولية)


تعقيباً على طرح القرزعي (الإمام الكناني وتطوير التقويم المستمر في الصفوف الأولية)

قرأت الكلمات الجميلة التي سطرتها أنامل التربوي عبدالله بن علي القرزعي في العدد (13009) بتاريخ 6 - 5-1429هـ استكمالا لموضوع طرحته في العدد (13002) بتاريخ 28-4- 1429هـ عن التقويم المستمر في الصفوف الأولية كان عنوانه (يا معالي الوزير هل زرتم الصف الثالث). وإني لأشكر الأخ القرزعي على الاهتمام الذي أولاه لذلك المقال وعلى الوقت والجهد الذي بذله لاستكمال طرح الموضوع لنصل سويا بإذن الله لفكرة ناضجة تعود على طلابنا بخير عظيم وعلم وفير، وما أجمل شعور الإنسان عندما يشعر أن هناك من يشاطره الهم ويساعده على جلاء الفكرة للقارئ العزيز ولأصحاب القرار بوزارتنا المباركة (وزارة التربية والتعليم)، وإني من المؤيدين لنظام التقويم المستمر في جملته، ولكني أطمح لسد ثغراته التي كشفها لنا الميدان خلال تسع سنوات مضت كلمح البصر!!




وإن أهم الأمور التي ينبغي أن نتفق عليها هي تحديد وتوحيد المرجع الذي نتحاكم إليه عند تباين وجهات النظر واختلاف رؤيتها، كما فعله الإمام الكناني عند الخليفة المأمون حيث اشترط على محاوريه مرجعية محددة قبل بدء الحوار وذلك بهدف عدم الخروج عن أصل المشكلة من حيث شعرنا أو لم نشعر..

فإذا اتفقنا على ذلك فإني اطلب من كل تربوي يشاطرني الهم أن يؤصل معي هذا الأصل وهو (سماع قراءة الطلاب الضعاف في الصف الثالث، ثم يسأل نفسه هل بإمكاني أن أطور نظام التقويم المستمر لأمنع النجاح غير المستحق؟). فمشكلتنا محددة وهي (نجاح الطالب الضعيف في الصفوف الأولية). والهدف من ذلك أن لا ندخل في تفاصيل التقويم المستمر وأهدافه وطموحه لأننا لا نعارض نظام التقويم المستمر، بل قد نكون من مؤيديه ولكننا نطالب بإضافة الضوابط التي تحمي أبناءنا من المخرجات التي بانت وظهرت على السطح خلال السنوات الماضية التي قاربت العقد من الزمن، ولا أدل من ذلك من زفرات يخرجها بعض مدرسي وآباء وأمهات طلاب الصفوف العليا، حيث تسمعهم يقولون: من المسؤول عن ضعف الإملاء و القراءة، وهل نستطيع أن نتدارك ما مضى؟



وقد ذكر القرزعي نقاطا كثيرة لا اعتراض عليها ولكنني أنا وهو وجمع المهتمين لا بد أن نقف عند بعضها وقفة تأمل وتطوير، وإليك إياها:

أ?- ذكر القرزعي في نقطته الرابعة ما نصه: (ومعلوم أن الخطأ المتعمد لن يوقفه أي نظام رقابي أو إشرافي أو تنظيمي في العالم عدا يقظة الضمير وتحمل الأمانة، وهنا أؤكد أن من يطلق حكماً خاطئاً عمداً لينقل طالب إلى صف آخر دون إتقانه للمهارات سيفعل ذلك في ظل نظام الاختبارات أيضاً). وإني هنا أشير إلى أهمية يقظة الضمير وتحمل الأمانة ولكني أسأل أخي، إن لم يتيقظ الضمير فما العمل؟ هل نبقى مكتوفي الأيدي ونحن نرى النزف مستمر؟ أم نبدع ونطور نظام التقويم المستمر ليكون قادرا على إبعاد غير الأكفاء عن الصفوف الأولية، لأن المسألة تعني باختصار دفن مستقبل طفل وطموح وطن بسبب عدم قدرتنا على تصفية الصفوف الأولية ممن لم يتيقظ ضميره. وأنبه هنا أنني لا أنادي بنظام الاختبارات بل أنادي بجعل اللجنة هي من يحكم بنجاح الطالب من عدمه لكي تخف خطورة (صاحب الضمير الميت) وذلك من خلال أربع فترات في السنة الدراسية برئاسة المشرف التربوي وليس مدير المدرسة. وذلك لأسباب كثيرة أهمها أن اللجنة المخولة بالصفوف الأولية برئاسة مدير المدرسة لم تنجح كما يجب كما ذكره القرزعي وكما يلاحظه كثير من المهتمين بالأمر خلال السنوات الماضية.

ب - ذكر القرزعي في نقطته الخامسة ما نصه: (وهنا لا تتحمل الوزارة قصور وتقصير لجنة التوجيه والإرشاد في المدرسة وقد حدد التنظيم مهامها وأدوارها بدقة وشدد على صلاحياتها واجتماعاتها الدورية لمناقشة كل معلم في دقة تقويمه لطلابه وزيارة الصف أثناء العام الدراسي للتحقق من دقة التقويم، ومنح الثقة من يستحق من المعلمين ومحاسبة المقصر ومساءلته نظاماً وللمدير (رئيس اللجنة) إعادة النظر في دقة تقويم المعلم وإشراك من يراه من أعضاء اللجنة في تقويم طلاب المعلم أثناء العام الدراسي وليس في نهايته بإعادة اختبار الطالب كما هو سائد لدى بعض المدارس مع الأسف) وأقول: لقد ثبت ميدانيا وخلال بضع سنوات ضعف هذه اللجنة بصورتها الحالية، فمن يتحمل هذا القصور؟ ولماذا ساد هذا الضعف يا ترى؟ ولماذا لا نطور التقويم المستمر بعلاج سلبياته وثغراته لنمسك بزمام الأمر ونجمع بين مختلف النداءات النفسية والتربوية والتعليمية. واقتراحي الذي أقدمه هو أن تترك اللجنة الحكم على المدرس وتلتفت إلى الحكم على طلابه وفرزهم بدقة ثم تصدر قرارها بمستوى الطالب وذلك في كل الفترات الأربع الموجودة بنظام التقويم المستمر حالياً.

ج - كذلك ذكر الأخ القرزعي في نقطته السادسة ما نصه: (المتأمل لتنظيمات لائحة تقويم الطالب سيجد فيها الضوابط المنظمة ومنها تقدير الفروق الفردية وأن التعلم يحدث لدى الطالب وفق إمكاناته وقدراته وسط تنافس ذاتي، ولا اعتبار لسرعة الإتقان أو أسلوبه المهم أن يتقن الطالب في نهاية العام مهارات المادة). وأقول: مشكلتنا ليست مع من أتقن بل مع من لم يتقن ونجح في نهاية العام بغير وجه حق، ولو تحقق النجاح المستحق لجميع الطلاب لما كتبت حرفا واحدا لجريدتنا الغراء الجزيرة، لأن الواقع يشهد بخلل واضح في هذا المجال.

وإني لأسأل عدة أسئلة أرجو الإجابة عنها:

1- هل طالب الصف الثاني (مثلاً) الذي يقرأ عشرين كلمة في دقيقة يستحق النجاح مع أن أغلب طلاب صفه يقرؤون مائة كلمة في دقيقة؟

2- هل نترك المدرس والمدير ونقول هما المسؤولان ونقف دون إضافة ما يعينهما على أداء الأمانة؟

3- هل نحن نؤمن بوجود مخرجات للتقويم المستمر بوضعه الحالي تشكل مشكلة حقيقية للوطن؟

4- هل نحن قادرون على حل هذه المشكلات بطرق أكثر فعالية؟

5- هل نستطيع رفع دور مشرف الصفوف الأولية خلال الزيارة لكي يشارك بالحكم على مستوى الصف بدقة وبفرز واضح للطلاب؟

6- هل أنت معي في أن تجاوز الطالب لصف أول وثاني ابتدائي وهو لا يستحق ذلك، يمثل جناية عليه وعلى والديه وعلى مدرسيه؟

7- والسؤال الأهم: من يتحمل الأذى النفسي الذي يتعرض له الطلاب الضعاف في الصفوف الأولية بسبب نجاح غير مستحق؟

ومن الذي يتحمل مسؤولية هذا أمام الله وأمام الناس؟
يوسف بن صالح العويد
محافظة القويعية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق