صورة (1) مارك .. ذلك الفتى الأشقر .. يعمل حاليا مديرا عاما لإحدى الشركات الكبيرة في بريطانيا ..
عاش مارك في بيئة صحية ساعدته على التفوق والإبداع ..
فهو يلقى التشجيع دوما من والديه , ومن المجتمع حوله .. حتى أصبح واثقا من نفسه ..
فتقدم بخطاً واثقة وارتقا سلم المجد , فاستفاد منه المجتمع بأسره ..
لقد كان منهج والديه يعتمد على زرع الثقة فيه .. فهو دائما ما يسمع كلمات الثناء والتشجيع منهم ..
فكلمات : أنت قادر , وتستطيع , وحاول , لا تتردد , أنت قوي , أنت ذكي .. هي الكلمات التي تطرق مسامعه يوميا ..
وهذه الكلمات لها تأثير السحر عليه , فنشأ وهو يعتقد أنه قادر على فعل ما يريد , يحدد أهدافه , ثم ينطلق إلى تحقيقها بكل ثقة ..
ليس لدى مارك أي مشكلة في مواجهة الجمهور , لذا هو متحدث لبق .. فقد عوده والداه على التحدث والانطلاق , وزرعوا فيه القدرة على التعبير فأبدع في خطاباته التي يلقيها على الجمهور في الاحتفالات والمناسبات الخاصة بالشركة ..
صورة (2) أحمد .. فتى .. يعمل حاليا في إحدى الإدارات الحكومية في وظيفة مكتبيه .. فشهادته الثانوية لم تسعفه في الحصول على وظيفة أفضل ..
نشأ أحمد في بيئة تجيد فن التحطيم .. فهو لا يسمع إلا عبارات التحقير , والاستهزاء ..
شعره المجعد كان السبب وراء إطلاق لقب ( أبو الفلافل ) عليه ..
احدهم قال له ذات مره :
شكلك تكد شعرك بمشط حديد لان المشط العادي يبي ينكسر من هالشعر الي كنه ليفة مواعين ..!!
في إحدى المرات طلبت منه أمه أن يحمل اللبن من المطبخ إلى السفرة ,, فتعثر الولد وسقط وانتثر اللبن , فضربت الأم صدرها وشهقت ثم هتفت :
- طول عمرك أرفل , الله يخلف علي بس ..!! أبوه في الجهة الأخرى يسمع صوت جلبه فيطل برأسه ويرى اللبن مسكوب فيقول :
- أكيد الي كابه هالدلخ , انا من شفت رأسه هالمثلث وأنا غاسل يدي منه ..!!
وهكذا تمضي الايام على الفتى أحمد .. لا يسمع فيها إلا :
دلخ , غبي , أبو فلافل , رأسه مثلث , الله يخلف علينا بولد غيره , ما يعرف شيء , ثور , حمار .. الخ
فنشأ احمد وهو متردد غير واثق من نفسه , ناقم على المجتمع بأسره , لقد أهدى والداه للمجتع شخصا متردد وسلبي ..
الخلاصة : هل مجتمعنا مجتمع يجيد فن التحطيم , وتكسير المجاديف ..
السؤال :
هل عشت حياتك مثل ( مارك ) أو مثل ( أحمد ) ؟؟
وهل تعامل أبنائك مثل مارك أو مثل أحمد؟؟
تعليقي :
أعجبتني الصور في هذا المقال رغم المبالغة بعض الشيء …
عن نفسي تربيت وأربي حالياً على شيء من الصورتين ؛ وتلك (ازدواجية) خطيرة في التربية أحاول جاهداً الخروج من معمعتها مع أبنائي …
حالياً توصلت إلى التربية باستخدام (نظام العواقب) ثواب وعقاب وأركز على مكافأة المواقف الايجابية ثم تعزيز الابناء بما يستحقون … وأمهل من أخطأ أن يصحح خطأه ما أمكن وإلا فالعقوبة تنتظره…
آمل أن تؤتي تلك الاستراتيجية في التربية نتائج إيجابية على أبنائي وهمي الأول في تربيتهم أن يكونوا :
هداة مهتدين ؛ لا يؤذون الآخرين ؛ وأن يستعملهم الله عز وجل في الخير بين الناس ؛
وأما مستقبل رزقهم فالأمر من قبل ومن بعد لله وأجتهد في الأسباب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق