يتحكم موقف ما في تصورات وأحكام معظم الناس ..
وحيث وجد الموقف الإيجابي الذي يلبي رغبة وحاجة الإنسان وفق تصوره يوجد الرضا والشعور بالانتظام والعدل ..
وعلى النقيض حيث وجد الموقف السلبي الذي يقف حائلاً دون قضاء الحاجات وفق تفسيرنا وفهمنا وجد الشعور بالقهر والظلم فتستعر نيران الغضب ويأخذ منحى الحكم عدم الرضا والقناعة وكيل التهم بل وتبني الشائعات رغبة في الانتقام وامعاناً في الإساءة !!
تلك قاعدة ليست جديدة فقد قال الله تعالى في سورة المعارج :
" إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)"
بيد أنه من المؤكد أن هناك اختلاف في تحديد (الموقف الايجابي والموقف السلبي) من وجهة نظر الشخص صاحب الحاجة ومن يفترض أن يقضيها له ، فما يراه المستفيد أنه يجب أن يكون قد يلزم من سيقضي الحاجة نظام أو مسؤولية لا تخوله بقضاء حاجة المستفيد وفق تصوره أو أن يكون مقصراً في مسؤوليته !! هنا يحدث الاختلاف.
الحدة التي تحكم البعض في الإلحاح في قضاء حاجته دون النظر لمسؤوليات ومهام وواجبات من سيقضي حاجته تجعل الخلافات قائمة ومستمرة …
وفي المقابل من يسيء استخدام صلاحياته وقد أوكل إليه خدمة الناس يجبر صاحب الحاجة على الغضب وعدم الرضا !؟
أرى أن الأمر يكمن في :
- معرفة الحقوق في مقابل الواجبات لكل من صاحب الحاجة ومقدم الخدمة.
- العمل ضمن اطار تنظيمات واضحة غير قابلة للتفسير أو التعديل أو الاجتهادات.
- المخالقة بين الناس بخلق المسلم وحيث وجد الخطأ يؤخذ بالتناصح والتعاون والصبر والتذكير بالله.
- الوضوح والشفافية في بيان الحقوق والواجبات للجميع.
- أتمتة الإجراءات الإدارية بتحويلها إلكترونياً للتسريع وتوفير الوقت.
- تحديث الأنظمة واللوائح لتلبي احتياجات الناس وتنظم حياتهم وليس رغباتهم.
- تقديم الخدمات من خلال المواقع الإلكترونية لتوفير الوقت والجهد ، وترك الاجراءات الإدارية التقليدية للمستجدات والحالات النادرة حتى تحديث النظام.
بالقدر الذي أجد فيه أناس بعلم أو بغير علم أصابهم الاحباط والشعور السلبي والرغبة في الانتقام نتيجة مواقف بسيطة … أعلم أن هناك مؤتمنون على قضاء حوائج الناس يمعنون في استنفاذ صبر صاحب الحاجة .. وهذا والله واقع مؤلم وإن قل.
وعليه أذكركم ونفسي بما روي عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم :
عن أبي مريم الآزدي رضي الله عنه، أنه قال لمعاوية رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (( من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين ، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم ؛ احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة)) فجعل معاوية رجلاً على حوائج الناس. رواه أبو داود والترمذي.
وقولة صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشَقَّ عليهم فشُقَّ عليه)
ولكل صاحب حاجة وحق أذكره ونفسي بما روي عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم :
حديث أبي هريرة رفعه " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم , ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق "
وقوله : " إن خياركم أحاسنكم أخلاقا "
وحديث أبي هريرة " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة , فقال : تقوى الله وحسن الخلق "
و قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه ابن عباس في وصيته المشهورة التي أخرجها الترمذي وغيره:واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.
مما سبق نجد أن الحق أحق أن يتبع ، ومن غير المعقول أن يطلب منك أي أحد عدم المطالبة بحقك وقضاء حوائجك والمهم قبل ذلك :
- معرفتك مالك وما عليك.
- الالتزام وعدم الالتفاف وتفسير الأمور وفق هواك لتأخذ حقك وفق رغبتك ورؤيتك.
- المناصحة ثم المناصحة وحين لا تجدي ، اتباع سبل أخرى للمطالبة بالحق.
والله الموفق ؛؛؛
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق