2015/08/13

أمل … إدارية بعمق إنساني وتربوي

كتب . عبدالله القرزعي new-idea-6012138

تخرجت أمل الفتاة الطموحة من كلية التربية تخصص فيزياء وبتفوق مع مرتبة الشرف ، عبر مراحل حياتها كانت متميزة طموحة مؤمنة بأن الله الموفق والمعين …

لم يتهيأ لأمل باب الرزق بوظيفة تحقق من خلالها طموح لطالما حلمت ومنت نفسها به وهو أن تصبح معلمة تستثمر طاقتها وامكاناتها في مجال هو أسمى المجالات ألا وهو التربية والتعليم ..

 

مضى على تخرج أمل ثلاث سنوات ، رزقت بزوج فاضل يعمل معلماً في إحدى المدارس في نفس البلد التي فيه أسرتيهما ، زاد قرب أمل لمجال أحبته قبل أن تنتمي إليه بشكل رسمي وتتذوق حلاوة حمل رسالته …

كانت تمضي وقتها بين القراءة والاطلاع والتدريب والعناية بشؤون أسرتها التي تكونت لاحقاً بإنجابها طفلها الأول الذي شغل حيز ورغبة ودافع التربية لديها ، ومع ذلك تقدمت لإحدى المدارس الأهلية ولسيرتها ومؤهلها وتميزها رشحت للعمل معلمة في المدارس ماحقق أيضاً جزء من طموحاتها وممارسة العمل التربوي …

خلال أربع سنوات تميزت أمل في المدرسة الأهلية واكتسبت وأكسبت جملة من الخبرات والمهارات التربوية الهامة بل وتعدتها لتنظيم عديد الأنشطة للطالبات ..

وكون العمل الرسمي والوظيفة الحكومية تفوق مستقبل الوظيفة في القطاع الخاص تهيأت فرصة التقديم على الوظائف الرسمية التعليمية خارج البلد ، أو الوظائف الإدارية داخل البلد …

استخارت من تؤمن له بحق التوكل والاستعانة وقررت قبول الوظيفة التي تبقي على استقرارها أسرياً في نفس البلد ، وتقدمت للوظائف الإدارية ، رشحت رسمياً للعمل بوظيفة مساعد إداري ووجهت للعمل في مدرسة ابتدائية لاتبعد عن مقر سكنها سوى بضع دقائق … حمدت الله وقالت : تلك نعمة تستحق التضحية بالعمل كمعلمة..

دخلت أمل لمقر عملها ذلك المحضن التربوي التي طالما تمنت التواجد فيه لممارسة عمل غير الذي رزقها الله به فمازالت صورة أمل المعلمة والمربية في مخيلتها .. !! خاصة وأن مؤهلها تربوي وخبراتها تربوية متميزة …

اعتادت أمل منذ صغرها بفضل الله ثم تربية أسرية رائعة وزوج يتحلى بصفات وخصال نبيلة اعتادت على الحمد والشكر والإيمان بأقدار الله وقضائه وما اختاره … وباتت تحدث نفسها بكل مايدعو للتفاؤل والإيجابية …

حاولت أمل أن تتفق مع مهنتها الإدارية وأن تستمتع بممارسة مهامها ، وتباعاً تكتشف أن قدراتها وامكاناتها تفوق تلك المهام وأن بإمكانها تقديم الأفضل خاصة وأنها تعمل في محضن تربوي …

تلك الأفكار استمرت تراودها وبذكاء احتفظت بها في نفسها لدراسة أمكانية ذلك ، وأول القرارات حاولت عدم الاحتكاك كثيراً بزميلتين لها غلبت عليهما لغة التشاؤم والاحباط كونهما أيضاً بمؤهلات تربوية ويمارسن عمل إداري ، حتى انعكس ذلك على انتظامهما في العمل وجودة انجاز  المهام  وكثرة المشكلات ..

عرضت أمل على مديرة المدرسة مبادرات عدة لتنظيم أنشطة للطالبات وجاءت المفاجأة من مديرة تعرف النظام جيداً وبعد أن شكرتها أفادتها بأن تلك الأعمال طبيعتها تربوية لاإدارية وفق التعليمات !!

مع صعوبة تلك اللحظة على أمل إلا أنها رددت الله يسهل الخير .. فكرت كثيراً حتى توصلت لقرار عدم الاتفاق مع مهامها الإدارية خاصة أنها حجبتها من ممارسة أي عمل تربوي !؟

ومع ذلك تذكرت أمل كلمة مدربة في إحدى الدورات حينما قالت (إن لم تتفق ، فليس أقل من أن تتعايش) وكانت تلك بمثابة فاتحة الخير لفكرة جديدة ، حيث انتقلت من مرحلة الاتفاق التام إلى التعايش المبهج الذي يفضي للاستمتاع بالعمل والنجاح …

حاولت أمل الحصول على المهام الميدانية التي تجعلها أكثر قرباً للطالبات وتباعاً تبنت لغة تواصل مع الجميع معلمات وطالبات وباتت تشترك في تنظيم المناشط والفعاليات والإشراف العام خلال اليوم الدراسي …

ولأريحيتها وتبنيها لغة تواصل واضحة بمهارات عالية بدأ طيفها التربوي ينعكس على مجتمع المدرسة بأسره وتجلت قدراتها وخبراتها من حيث هي واستمرت في تطوير خبراتها الإدارية وتباعاً تنامت خبرتها لتكون مرجع في التعليمات والتنظيمات ، إضافة إلى تأثيرها التربوي بالرغم من عدم ممارستها له بشكل مباشر…

رددت أمل بكل ثقة وفي كل مرة … أن تعلقها بالله وتوفيقه ثم اصرارها على التأثير الإيجابي نعمة ودافع معها تذوقت لذة عبادة الله على بصيرة وأن حب الخير يجلب الخير والسعادة والاستقرار والرضا الوظيفي ..

 

أمل موجودة في كل مدرسة وبنفس كل إدارية عاشت نفس ظروفها ،

كل مافي الأمر التوكل والاستعانة والتفاؤل والعمل ، وتجنب وساوس الشياطين من الجنة والناس !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق