2015/08/10

الأم … كلماتنا لاتفي

 

كتب . عبدالله القرزعي d7a977f6192917c86a15c0e45a1bdf43

 

قيل وكتب عن الأم عبر العصور كل مايمكن أن يتصوره العقل البشري ، ومع ذلك كلما قرأت عن الأم ينتابك شيء من الحنين ودفء المشاعر وسكون النفس …

كغيري استوقفني موقف إحدى الأمهات التي فاضت روحها إلى بارئها –رحمها الله رحمة واسعة - في سبيل الذود عن أملها ومستقبل أبنائها وقبولهم في إحدى الجامعات بوطننا الغالي ، موقف تجلت فيه ومنه قيم كثيرة ورسائل شتى لتبقى الأم وحدها ضمن كل مشهد جميل في حياة أي إنسان …

 

لست هنا لمناقشة تفاصيل الموقف في مبرراته وأسبابه ونتائجه ، بل لإلقاء الضوء على قيم تجلت ورسائل وصلت كل ذي بصيرة ..

وفي الموقف ومنه أود الإشارة إلى :

 

أولاً : صورة نمطية أريد لها المضي فتوقفت شرورها :

بسعي حثيث ، وكيد خبيث  منذ زمن استهدفت الصورة المشرقة للأسرة العربية المسلمة قدح في عناية الأب واهتمام الأم وجدية الأبناء ، حتى مضى اليأس في نفوس الكثير وتوهمهم إنعدام تلك الصورة الايجابية للأسرة التي كانت ومازالت عنوان لحمة الوطن وحصنه المنيع …

صورة قصد تمريرها وإيهامنا بإنهيار أهم وحدة مكونة لمجتمع الدين ثم الوطن ألا وهي الأسرة المتماسكة المتعاضدة المسؤولة عن شؤونها التي تربي أبنائها على محامد الأخلاق ، ونشد استبدال تلك الصورة المشرقة التي تبعث الأمل بأخرى سلبية بين حقوق ومستحقات لأفراد الأسرة تفرض بإرادة أمم الجهل والظلال وسط مصادرة لكل حق في الدين والعرق والهوية بأكملها .

ومن الموقف .. يتبين وقوف أسرة كاملة مع ابنتهم في مرحلة غاية في الأهمية لتحقيق الأمل الذي هو بذرة لأمل أمة ووطن .

هنا تحديداً يتضح أن أسرنا مازالت بخير عناية ومسؤولية ومتابعة بعكس ما ينتقى ويشاع عنها فالحمد لله من قبل ومن بعد .

 

ثانياً : جدية الأبناء وتحديات عصر الفتن :

الأبناء مستقبل الأمة الواعد وثروتها الحقيقية هم المستهدف الأول في كافة حملات التغريب والترهيب وزعزعة الاستقرار واضعاف الإرادة وصولاً لمسح الهوية وفرض خيارات أخرى في كثير من الأحيان لاتخدم  رؤيتنا ورسالتنا التي ارتضاها الله لنا .

ومن الموقف … يتبين مدى التخطيط وحجم الأمل التي كانت تسير فيه الفتاة وأسرتها لتحقيق غاياتها ومقاصدها الخيرة ضمن مقاصد كلية لوطن يأمل من أبنائه المضي في التمسك بهويته الإسلامية المتفردة والفريدة.

 

ثالثاً : وتجلت الأم :

من الموقف …. بحجم الأمل وتعب السنين وأحلام نسجت تباعاً عبر مراحل .. جاءت ردة فعل الأم على خيبة أمل بنيت صروحه منذ سنوات ؟! ومضت عليها  أقدار الله  رحمها الله وغفر لها

هكذا تفعل أمهات العظماء والبارزين فكل مجد بني وكان فهو ليس إلا  توفيق من الله ثم ثمار  زهرة شبابهن ومن لحمهن وعظامهن وجهد نفوسهن الطاهرة في سبيل تربية عظيمة .

وبالنتيجة :

موقف أثبت للكثيرين زيغ أبصارهم وتصوراتهم حيال الأسرة الإسلامية السعودية العربية ، وفيه حجج دامغة على :

تماسك أسرة ..

وعناية أب ..

وأم فاضت روحها إلى بارئها في سبيل تقديم نتاج تربيتها لدين حق ووحدة وطن ..

وفتاة صابرة محتسبة ستأخذ من ماحدث تحدياً وبراً لتحقيق أمال من أفنت عمرها في سبيل مستقبلها

 

بقي أن نؤكد :

أن الأخطاء البسيطة إن وجدت فقد يكون ثمنها غالياً وباهضاً ويكلف الكثير .

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين

اللهم احفظ علينا وحدة أسرنا وتربيتنا على المنهج الذي ارتضيته لنا وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم

اللهم احفظ وطننا من كيد الكائدين وزمر الشر والفساد ، وأهل الزيغ والضلال .

اللهم اجز أمهاتنا عنا خير الجزاء واجعلهن في الفردوس الأعلى من الجنة ووالدينا وجميع المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق