2013/01/22

مدرسة المستقبل المأمولة

د.سهام محمد صالح كعكيstock-photo-19436901-3d-man-with-a-huge-tick-and-thumb-up

الإدارة :

العلم الذي يهتم بتوجيه الأعمال والسيطرة عليها وضبطها ، واتخاذ القرارات المناسبة ، فهي العمليات والوظائف الموجهة لتحقيق أهداف محددة.

القيادة المدرسية:

هي التي تقوم بتوجيه القوى العاملة في المدرسة نحو تحقيق الأهداف التربوية بأسلوب علمي ديمقراطي يدفع العاملين للانقياد له والتعاون في سبيل تحقيق الأهداف التربوية، والقائد هو المشرف على تنفيذ الخطط التربوية .

 

مدرسة المستقبل:

هي النزعة نحو الجديد المجهول والمستقبل ،أساسها يقوم على الخروج على المألوف والرغبة في المغامرة ، والثورة على الأساليب التقليدية المتعارف عليها في المدارس .

 

أولا ما هي مدرسة المستقبل المأمولة في المملكة العربية السعودية:

إن طبيعة العصر فرضت نفسها على الادراة المدرسية في المملكة العربية السعودية فهي تهدف إلى إعداد قائد سعودي ناجح لمدرسة المستقبل يواكب التقدم التكنولوجي، قادراً على القيام بدوراً إيجابياً في الخطط التنموية التربوية .

إن القيادة المدرسية في المملكة العربية السعودية تواجه تحديات مختلفة ومتنوعة في عصر تكنولوجي سريع التغير ، وهناك عوامل عدة تساهم في ذلك ، ومنها ما يلي:

1- الانفجار المعرفي والذي يطالب بتحديث القيادة المدرسية لتكون أكثر ملاءمة مع احتياجات عصر العولمة.

2- عدم التناسب في الإعداد المهاري للطلبة الخريجين مع المهارات الحديثة المطلوبة في القائد التربوي .

3- تنوع المهارات المطلوبة للقيادة المدرسية المستقبلية والتي ترتكز على تنوع الخبرات العلمية العملية، [1] وذلك ما تفرضه العولمة ، ومتطلبات مدرسة المستقبل وهذا بحاجة إلى قوى عاملة قادرة على التكيف معه ووفق مهارات محددة.[2]

4- الثورة العلمية تجبر القيادة المدرسية على تجديد معلوماتها وتنوع التخصصات واكتساب العديد من المهارات والقدرات .

5- إن شروط التوظيف لا تشترط على المتقدم فهم التكنولوجيا الحديثة وتطويعها في حل المشكلات التربوية بفعالية . [3]

6- اختبارات المقابلات الشخصية لا تبنى على أسس علمية تمكن من تحديد المهارات المطلوبة بدقة.

7- زيادة عدد الطلاب ، والقوى البشرية العاملة في المدرسة.

8- قيود اللوائح والأنظمة التربوية

9- وجود حلقة مفقودة ما بين المخططين التربويون والمشرفون وبين المستوى التنفيذي الذي تمثله مدرسة المستقبل.

وذلك يتطلب من القيادة المدرسية ما يلي:

1- القدرة على الاستيعاب المستمر للتطورات العلمية المتنوعة وتطويعها في المجال التربوي.

2- استمرارية تقويم وتطوير المناهج التعليمية بما يتفق مع التطورات التربوية الحديثة.

3- صقل مواهب القيادة المدرسية عن طريق التربية المتكاملة والمستمرة .

4- القدرة على متابعة سير إجراءات العمل المدرسي.

5- الإشراف بفعالية على أعداد كبيرة من القوى البشرية والطلاب.

6- إعادة هيكلة المدرسة لتعزيز دورها التربوية والاستفادة من الامكانات التقنية الحديثة لتخفيف الضغوط الوظيفية.

7- تنمية ثقافة مؤسسية تربوية في البيئة المدرسية تهدف إلى إتقان الأداء عن طريق فريق العمل التعاوني .[4]

8- تحديث الأنظمة واللوائح التربوية بما يتناسب مع الاتجاهات التربوية المعاصرة.

9- تقليل الفجوة ما بين المخططين والمشرفين وبين التنفذيين.

وهكذا فالقيادة المدرسية الفعالة لابد أن تكون قادرة على تفعيل دور كل فرد في المدرسة وتوجيهه إلى الأداء الأكفاء الذي يساهم في تطوير إنتاجية المدرسة تربوياً، وذلك عن طريق المعرفة الحقيقية لقدرات كل فرد وتكليفه بالمهام الوظيفية المناسبة لامكاناته .[5] وهي التي تدرك كيفية التعامل مع التغيير بدلاً من مقاومته. كما قال توم بيترس :"القيادة هي تعلم حب التغيير". وذلك يتطلب احداث تحول في الاتجاهات التي تقود السلوك وتوجهه.[6]

 

ثانيا الضوابط والأنظمة التي تحكم القيادة المدرسية:

إن الضوابط والأنظمة التي تحكم القيادة المدرسية في المملكة العربية السعودية تستمد من وثيقة سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية ، والتي وضعتها اللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1390هــ/1970م، وهي أعلى سلطة تشريعية، والتي أكدت على أهمية التفاعل الواعي مع التطورات الحضارية العالمية في شتى الميادين العلمية بما يتناسب مع احتياجات المجتمع السعودي ، وظهر ذلك جلياً في الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم والأهداف العامة للتعليم ، كما ركزت على تدريب القوى البشرية بهدف رفع كفاءة أدائها في الباب السادس من الوثيقة.[7]

ومدرسة المستقبل بحاجة أن تستمد قوتها من تلك الضوابط والأنظمة التي تثبت وجودها ، فهي بحاجة إلى تطويع التقدم التكنولوجي بما يفيد الواقع التربوي ، وذلك يتطلب منها تدريب القوى البشرية التربوية على كيفية الإستفادة من هذا التقدم في مجال عملها التربوي ، وكل وفق التخصص الدقيق له. ولتحقيق ذلك لابد من إعادة النظر إلى شروط التعيين للقيادات المدرسية ، والتأكيد على أهمية التدريب والمهارات التي يشترط توفرها في كل مدير مدرسة. فالقيادة المدرسية تكون مقيدة بالنظام التعليم ولوائحة وأنظمته من جهة وبالعاملين في المدرسة من جهة أخرى .[8]

ويتضح مما سبق أهمية أن تكون السلطات التشريعية التربوية تدعم المهارات المطلوب توفرها في قائد مدرسة المستقبل حتى تتمكن من سن القوانين واللوائح والأنظمة والآليات التي تهيء القائد التربوي لقيادة مدرسة المستقبل بكفاءة وفعالية.

 

ثالثا : المهارات المطلوبة للقيادة المدرسية في مدرسة المستقبل:

يرتكز عمل القيادة المدرسية على الإشراف الشامل وتطوير الواقع التربوي للمدرسة [9] ، وتحفيز الهيئة الإدارية والتعليمية والطلبة للعمل بكفاءة وفعالية وفق المعايير التربوية المعاصرة[10] ، ولتحقيق ذلك لابد من توفر مجموعة من المهارات المطلوب في قيادة مدرسة المستقبل ، منها مايلي:

1. القدرة على استخدام الحاسب الآلي في إعداد برامج تربوية ، تهدف إلى تصميم أنشطة علمية متنوعة لتمكين الطالب من تقويم حصيلته العلمية ، وتحتوي على أنشطة ذات درجات متفاوتة في الصعوبة.

2. القدرة على استخدام الحاسب الآلي في إعداد برامج تربوية ، تمكن الطالب المتأخر من الدراسة الذاتية .

3. القدرة على الاستماع والصبر وتحمل الآخرين ، واحترام مشاعر الذين يعملون معه، والقدرة على التواصل باستخدام قنوات مختلفة في داخل المدرسة وخارجها.[11]

4. استخدام الحاسب الآلي في تحضير الدروس ، ومراجعة تحضير كل معلم بواسطة شبكة محددة.

5. اعداد المعلمين ليكونوا قادرين على استخدام الحاسب في تحضير الدرس ، واستلام الواجبات ، وعرض الدرس ...

6. استخدام الحاسب الآلي في اعداد السجلات المدرسية المختلفة .

7. تصميم خطوات اجرائية لتقارير الأداء الخاصة للعاملين باستخدام أكثر من قناة تقويمية، والإستعانة ببرامج الحاسب المختلفة.

8. استخدام الأجهزة المتطورة التي تمكن من الإشراف الإداري المتميز . مثل: أجهزة الإتصال التي تمكن من كشف أماكن متعددة في المدرسة من موقع مكتب وكيل المدرسة ، أجهزة الهاتف في الفصول المتصلة بغرف المراقب ، أجهزة الدخول والخروج من المدرسة بواسطة كروت ممغنطة محددة ، أحدها للعاملين تكون بلون ومغنطة محددة وأخرى للطلبة ، وأجهزة كاشفة للحريق والدخان توضع في أروقة المدرسة .

9. المباني المدرسية المطورة ، بحيث تمكن من الإشراف على الطلبة في الفصول بأكثر من وسيلة مثل: أن تكون جدران الفصول على الممرات نصفها العلوي زجاجي ، يمكن المراقب من ملاحظة الطلاب ، ويمكن من الإشراف على أداء المعلم من الخارج .

10. اكساب القيادين القدرة العملية على تطبيق الادارة المفتوحة التي تعتمد على المشاركة الفعلية لجميع العاملين في المدرسة والذين يتحملوا المسئولية الكاملة لتحقيق الأهداف التربوية ورفع الأداء وتحقيق الجودة التربوية الشاملة.[12]

11. متابعة إجراءات العمل باستخدام أجهزة وأدوات متطورة تمكن من الإشراف على القوى البشرية والطلاب بسهولة ودقة ووضوح.

12. القدرة على تكوين فريق عمل مترابط يعمل على تحقيق الأهداف التربوية المحددة. ويشارك في اتخاذ القرارات المدرسية وحل المشكلات [13].

13. بناء مهارة صياغة الأسئلة التي تمنح معلومات عن تقويم الأداء بدقة ووضوح تستخدم في التغذية الاسترجاعية الرسمية وغير الرسمية.[14]

14. التركيز على إحداث تغييرات تعود بالفائدة على العمل التربوي في المدرسة ، وأن تكون هناك مرونة في تعديل بعض الخطوات الإجرائية بما يتناسب مع الواقع التربوي.[15]

15. الأداء الفعال بحاجة إلى شبكة مرنة من الأفراد تعتبر المعلومات شريانها الأساسي في ظل رقابة تقوم على مبادئ علمية صحيحة.[16]

16. تلقي المعلومات وتقويمها ثم استخدامها الاستخدام الأمثل .

17. تحديد المعلومات التي يمكن تداولها وافشائها بحيث لاتشكل ضرراً على إدارة المدرسة .

 

رابعاً : كيف يمكن الاستعداد من الآن لمدرسة المستقبل،وما الآليات المقترحة لقيادة مدرسة المستقبل:

إن مدرسة المستقبل المأمولة بحاجة مهارات أداء متقدمة ،ولابد أن تقتنع المستويات التربوية العليا (المخططين والمشرفين ) بأهمية التغيير بما يواكب الاتجاهات التربوية المعاصرة [17]، ولكي تتمكن مدرسة المستقبل من تحقيق النجاح لابد من الإستعداد لها بما يلي:

1.تصميم برامج تدريبية قصيرة ، تركز كل منها على بناء مهارة واحدة محددة ، وهذا يمكن قائد مدرسة المستقبل من اكتساب مهارات متطورة تمكنه من الترقي في عمله[18].

2.تطوير البرامج التدريبية السابقة بحيث جعلها تواكب التقدم التكنولوجي.

3.ترشيح مديري المدارس إلى البرامج التدريبية المتنوعة مع الاهتمام ببرامج السلوك الإداري[19].

4.تحفيز مديري المدارس على حضور الندوات وورش العمل .

5.تشجيع مديري المدارس على اقتناء واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في المدارس.

6.تصميم قاعدة بيانات مركزية مشتركة بين المدارس (الجهة التنفيذية ) والجهة المشرفة عليها ، تمكنها من تبادل المعلومات ، والمشاركة في اتخاذ القرارات التربوية.

7.الإدارة التربوية الإلكترونية تمثل نموذج تنظيمي يتماشى مع متطلبات العصر ، حيث يتم تشكيل التنظيم التربوي على أسس ومعايير تضمن أعلى مستويات الكفاءة في الأداء ويمتاز بالمرونة واستخدام أليات الإدارة الالكترونية في وظائف الإدارة التربوية[20].

8.الادارة الالكترونية تستخدم في: تصميم الخطط التربوية ، وتوزيع الخدمات التربوية ، البريد الالكتروني ، والصوتي، تخطيط وتوزيع القوى البشرية وفق التخصصات ومعطيات محددة ، الأعمال الالكترونية ، الشبكات الداخلية والخارجية ، تنظيم وتوزيع الأعمال ، الرد على الاستفسارات ،صنع القرارات التربوية، بنك المعلومات عن الخدمات التعليمية ومؤسساتها ، بنك معلومات عن المناهج التعليمية ، بنك معلومات عن الأسئلة السنوية وفق السنة الدراسية والتخصص ....[21]

9.بناء ثقافة تنظيمية في البيئة التربوية لاستيعاب التقنيات الجديدة سواء عن طريق اعادة الهيكلة للعمليات التنظيمية بما يساعد على توافق التنظيم التربوي مع الواقع واحتياجات الخطط التنموية

10. ادماج التقنيات في نظم الأداء الوظيفي التربوي بحيث يصبح التنظيم التربوي نسيجاً متكاملاً ومتفاعلاً فيما بين مكوناته.

11. القيادات المدرسية بحاجة الى تنمية الاتجاهات الإيجابية المؤيدة للتطوير التقني لدى القوى البشرية على مختلف المستويات .[22]

12. منح مديري المدارس الفرصة لبناء مهارات مناسبة لدى القوى البشرية في المدرسة[23].

13. يمتاز الهيكل التنظيمي الخاص بالادرة التربويةباختفاء التقسيمات التقليدية ويحل مكانها شبكات من الحاسبات الآلية[24] التي توضح خطوط الاتصال ما بين الادارة التربوية ومدارس المستقبل.

14. التوعية بأهمية استخدام التكنلوجيا الحديثة والأدوات والأجهزة في سير إجراءات العمل وتحقيق مبدأ العدالة والكفاءة .

15. تطبيق آليات الجودة التربوية قدر الامكان وخاصة ما يتعلق بميكنة تنفيذ الخطوات الإجرائية في الإدارة المدرسية وتكوين فرق عمل متعاونة تحقق التكامل الوظيفي [25].

16. اكتساب مهارة اختيار الشكل المناسب لعرض المعلومات ، والاهتمام بالتغذية العكسية.

17. التركيز على العمليات الإدارية التربوية التي تشكل الأساس لعملية التحسين المستمرة.

18. تصميم نماذج قياس الأداء التربوي بأسلوب يقيس واقع الأداء بطريقة منطقية تمكن من المتابعة الدقيقة الموضوعية وتعديل الأخطاء إن وجدت .

19. تصميم آليات حديثة تلائم واقع مدرسة المستقبل لمراقبة الجودة التربوية وتوفيرها أيضاً في التدريب.

20. تنوع قنوات الاتصال التي تربط ما بين المدرسة والمجتمع المحيط بها من جهة،وما بينها وبين الفئات المختلفة داخل المدرسة سواء معلمين وطلاب ومشرفين....

21. استخدام الوسائط المتعددة (Multimedia) والتدريب على استخدامها في التعليم.

22. انشاء مراكز للوسائط المتعددة ، يتوفر بها الفنيين والمختصين .

23. التدريب المستمر .

24. استخدام التدريب عن بعد باستثمار الشبكات العالمية (كالانترنت) على مختلف المستويات مما يفتح مجال أوسع للتدريب .

25. اعتماد منهج التدريب الموجه بالأداء لأنه يركز على المهارات والمعارف التي يحتاجها قائد مدرسة المستقبل فعلياً لتطوير أدائه الوظيفي .[26]

26. انتهاج مبدأ تقويم النتائج في البرامج التدريبية وفق نموذج ( Bird and Warr)، والذي يحدد مدى تطبيق مخرجات البرنامج التدريبي في بيئة العمل الوظيفي بالمدرسة.[27]

 

الخاتمة:

وهكذا نتوصل من العرض السابق أن الادارة التربوية لابد أن تكون قادرة على عملية التجديد وتحديد المهارات التي يجب أن تتوفر في قائد مدرسة المستقبل ليتمكن من مسايرة التطور التكنولوجي ، وذلك عن طريق تطوير أدائه الوظيفي بالالتحاق ببرامج تدريبية ذات مواصفات محددة ، تمكنه من اكتساب مهارات ومعارف تتفق مع الاحتياجات الادارية لمدرسة المستقبل. وذلك يتطلب أن تكون لديه الرغبة في التغيير والتطوير وقادراً على إدارة وإشراف مجموعة من القوى البشرية ذات الاتجاهات والاحتياجات المختلفة.

وهكذا فالإدارة التربوية في المستويات الإشرافية العليا هي التي تبنى المهارات المتنوعة في قائد مدرسة المستقبل عن طريق ما تسنه من لوائح وبرامج تدريبية وبما توفره من أدوات وتجهيزات حديثة ، فهي القوة المساندة والموجهة لأداء قائد مدرسة المستقبل. بما يتفق مع الاتجاهات التربوية المعاصرة.

هناك تعليقان (2):