2012/10/17

علاقة نوع إدراك الفرد بنموذج تعلّمه

 images (2)منحنى التعلم

تشير الدراسات أن المعلومات تتجدد كلياً 100% كل خمس سنوات . أما بعض حقول التكنولوجيا فإنها تعمل على إيجاد معلومات جديدة كل 38 يوم . وهذا يعني أن ما نتعلّمه ونعرفه من معلومات  هذا الشهر ستصبح معلومات قديمة بعد شهرين من الآن .

وهذا الأمر يكوّن لدى المعلّمين تحدياً ، إذ أن مهمتهم الأولى تتمثل في مساعدة الطلاب على تعلّم كيف يتعلّمون وأن يصبحوا متعلّمين مدى الحياة . وإذا لم يتعلّم الطلاب كيف يتعلّمون فإنهم لن يكونوا قادرين على أن يصبحوا متدرّبين بفاعلية في الوظيفة التي اختاروها .

كل واحد منا يستقبل معلومات جديدة في كل يوم نعيشه ، وأن فهم كيف نتفاعل طبيعياً مع المعلومات وعمليات تحرك ونمو هذه المعلومات هما الطريقة الوحيدة التي تجعل منا متعلّمين طوال حياتنا .

إن الأفراد غير متشابهين ، وأن كل واحد منهم ينظر إلى العالم بطريقة تضمن وجود منطق لكل منا كأفراد . وهذا ما يسمى بالإدراك . فشكل إدراكنا هو المسؤول عن كيفية تفكيرنا واتخاذنا للقرارات وكيفية تحديدنا للأهمية وترتيبنا للأولويات . والأهم  من ذلك أن إدراكنا الفردي هو المسؤول عن تحديد نموذج تعلّمنا .

هناك نماذج عديدة للتعلّم

وأكثر هذه النماذج فاعلية في عملية التعلّم تلك التي أسفرت عنها أبحاث كل من (Antong F.gregoric & Kathleen A.Butler) .

نموذج جريجورك قدّم ونظم طريقة لاستبصار كيفية عمل الدماغ . وافترض نوعين للإدراك هما

1. الإدراك الحسي ( المركب ) Concrete

هذا النوع من الإدراك يجعل صاحبه قادراً على استقبال وتسجيل المعلومات مباشرةً عن طريق حواسه الخمسة ( البصر ، الشم ، اللمس ، الذوق ، السمع) . فعند استخدام الفرد لقدراته الإدراكية الحسية فإنه يتعامل مع الأشياء الظاهرة كما هي الآن . فالمتعلّم لا يبحث عن المعاني الخفية أو عمل العلاقات بين الأفكار والمفاهيم ( ينظر إلى المفاهيم كما هي ) .

2. الإدراك المجرد Abstract

هذا النوع من الإدراك يسمح لنا بالتخيل وعمل صور ذهنية للأفكار ، وفهم الأشياء التي لا تستطيع رؤيتها حقيقة . فعند استخدام المتعلّم لقدراته الإدراكية فإنه يستخدم فطرته وخياله وينظر عبر التطبيقات التي تتصف بالدهاء .

كل الأشخاص يملكون القدرات الإدراكية الحسية والمجردة بقدر معين . وكل شخص في العادة يجد راحته باستخدام أحد النوعين أكثر من الآخر . فالشخص الذي يعتمد في نموذج تعلمه على الإدراك الحسي يعمل في العادة على إيجاد اتصالات مباشرة ، ويكون حرفي . أما الشخص الذي يعتمد في تعلّمه على التجريد يتصور ذهنياً عن طريق التفكير .

وهناك نوعين من القدرات التنظيمية  Ordering في نموذج جريجورك هما :

1. التتابعية ( التسلسلية) Sequential

هذه القدرات تسمح للدماغ بتنظيم المعلومات بشكل خطي ( أسلوب الخطوة خطوة) . فعند استخدام القدرة التسلسلية فإن الفرد يتبع أسلوب التفكير المنطقي المهذّب . والأسلوب التقليدي بالتعامل مع المعلومات ، وربما يميل لوضع خطة وتتبع ما فيها أكثر من الاعتماد على دافعيته

2. العشوائية Random

هذه القدرات تسمح للدماغ بتنظيم المعلومات اعتماداً على الحظ وبدون وجود ترتيب دقيق عند استخدامه للقدرة العشوائية في الترتيب . وفي هذه القدرة يقفز الفرد في الغالب عن الخطوات العملية وتبقى تنتج نتائج مرغوب فيها . فربما يبدأ من الوسط أو من النهاية ثم يعود إلى الخلف ، وربما يفضل أن تكون حياته أكثر اندفاعية .الشخص هنا لا يلتزم بترتيب معين ، وبذلك يمكن له أن يتعامل مع أنواع متعددة من المعلومات في وقت واحد .

وأظهرت أبحاث جريجورك أن لدى الأفراد قدرات أدائية تتابعية/عشوائية . وقد تم التوصل إلى أن بعض الأفراد يميلون ليكونوا أكثر حسية أو أكثر تجريداً من غيرهم . وان بعض الأفراد يتجهون نحو التتابعية أكثر من غيرهم ، أن أفراداً آخرين اكثر توجهاً نحو العشوائية من توجههم نحو التتابعية .

وتمكنت دراسات جيريجورك إلى تشكيل أربع أقنية متميزة من أساليب التفكير ، هي :
التطبيقات التربوية لنظرية التعلّم القائم على الدماغ افتراضات الأبحاث الحديثة تشير إلى أن
Teaching Research Suggests

التعليم يقترح
Teaching Suggestions

الدماغ يؤدي العديد من الوظائف بشكل متزامن . ويتم تعزيز التعلّم من خلال بيئة غنية بمثيرات متنوعة . المحتوى الحالي من خلال تنوع استراتيجيات التعليم ، مثل ، التفاعل مع المجموعة ، الأنشطة الفنية.
في التعلم يشترك كامل أجزاء الجسم . كما أن النمو الجسمي والاسترخاء الشخصي والحالة العاطفية تؤثر جميعاً على قدرة المتعلّم على التعلّم . يجب الوعي بأن الأطفال يكون نضجهم كاملاً بمعدلات مختلفة . كما أن العمر  الزمني ربما لا يعكس استعدادات أحد الطلبة للتعلّم . وكذلك يجب دمج مواصفات الصحة ( التعامل مع التوتر ، التغذية ...الخ ) في عمليات التعلّم .

إن عملية البحث عن المعنى تعتبر فطرية ، كما أن الفضول الطبيعي يمكن أن يشركه في تحديات معقدة ذات فائدة . استغلال الدروس والنشاطات الحالية التي تثير عمليات بحث الدماغ عن المعاني .
الدماغ مصمم لإدراك وتوليد الأنماط . المعلومات الحالية في المحتوى ( علم الحياة الحقيقي-الهادف) تجعل المتعلّم قادر على تحديد الأنماط وربطها بالخبرات السابقة .

لا يمكن فصل العواطف عند التعلّم . وتعتبر العواطف ضرورية لتخزين واستدعاء المعلومات .

-المساعدة على بناء بيئة صفية تنمي السلوكات الإيجابية ما بين الطلبة والمعلّمين وحول أعمالهم .وتشجيع الطلبة كي يتعرفوا على مشاعرهم وكيفية تأثير المناخ العاطفي على تعلّمهم .
يستطيع كل دماغ إدراك وتوليد الجزئيات والكليات بنفس الوقت .

-تصميم نشاطات تتطلب تفاعلاً عقلياً كاملاً ودرجة عالية من الاتصال .

التعلّم يتضمن كلاً من الانتباه المركز والإدراك الجانبي . 

- أهمية الملصقات والأعمال الفنية ولوحات الإعلانات والموسيقى .

-الوعي بأن حماس المعلم والنمذجة تمثلان إشارات هامة حول قيمة ما يجرى تعلّمه .
إن التعلّم يتضمن الوعي واللاوعي

- استخدام السقالات المعرفية أو غيرها من الأساليب التي تثير الدافعية لتشجيع الاتصالات الشخصية .
- تشجيع المعالجة النشطة من خلال التأمل والعمليات ما وراء المعرفية لمساعدة الطلبة على مراجعة تعلّمهم .
كل دماغ يعتبر حالة فريدة . كما أن بنية الدماغ تتغير فعلياً من خلال عملية التعلّم . استخدام استراتيجيات تعليم متنوعة لجذب اهتمامات المتعلّمين وإعطاء الفرصة للطلبة بالتعبير عن رغباتهم المختلفة والمتنوعة .

يكون فهم الدماغ أفضل عندما تتجسد الحقائق والمهارات في الذاكرة الطبيعية ( التخيلية ) . استخدام أساليب تولد وتمثل خبرات وتجارب من عالم الواقع واستخدام أيضاً الحواس المختلفة . بحيث تكون الأنشطة تشتمل العروض ، المشاريع ، وتكامل مجالات المحتوى التي تجسد الأفكار داخل الخبرة المتميزة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق