مدونة تربوية اجتماعية خاصة .. يشرفني مروركم وإثراءاتكم

2012/02/16

الشرود الذهني لدى الطلبة وأثره في انخفاض المستوى العلمي

د. زاهدة محمد طه - جمهورية العراق / جامعة دهوك شرود

كثيرا ما يتعرض الفرد في محيطه الى العديد من القضايا والمشاكل التي تؤثر سلبيا على ادبياته وسلوكياته لولا ان ملكة العقل تتصدى لها بما تملكه من قدرات معرفية وذهنية وحسية ؛ بحيث لا تؤدي بالتالي الى خروج الفرد من الأبعاد الكامنة لوجوده ككائن حي في المجتمع.

وتتفاقم حدة هذه المشاكل في حالة تعطل قابلية ملكة العقل للتصدي لها حين تقع هذه الملكة تحت وطاة مشكلة الشرود الذهني. وهي تعد في الوقت نفسه مشكلة عامة كثيرا مايشكوا الناس منها بسبب تعطل افضل قوى الانسان التي ميزها الله عن سائر المخلوقات وهي العقل او الفكر, لانه كلما زادت هذه المشكلة قلت انتاجية الفرد وتحددت طاقته الابداعية.


وهذه المشكلة وان كانت اكثر بروزا لدى المتقدمين بالعمر بيد ان تاثيراتها الجانبية اشد وطاة لدى الطلبة, لكونها تعد اكثر العوامل ارتباطا في اعاقة العملية التعليمية في المجتمع وما تخلفه هذه المشكلة من خلق علاقة تضاد بين ما يتلقاه الطالب من ذلك الكم الهائل من المعلومات وقدرة الطالب الذهنية على استيعاب أبعاد تلك المعرفة.


وتزداد حدة التنافر بين القدرة الذهنية للطالب على الاستيعاب وبين ما يتلقاه من معلومات والأحداث بتنامي مشكلة الشرود الذهني لديه حتى انها تؤدي بالتالي الى ايقاف الدافعية الكامنة لدى الطلبة الى التعلم والتي تعد الطاقة او المحرك التي تدفع الطلبة الى الانخراط في العملية التعليمية ,وان كان هناك العديد من العوامل التي تتمخض عنه مشكلة الشرود الذهني .

فاذا اغفلنا الجانب الوراثي من حيث الصفات الجينية ذات العلاقة بالطبيعة المعرفية للإنسان وما يسببه هذا الجانب من قصور في التشديد من التركيز الذهني لدى الطلبة , فان العامل الاجتماعي يعد احد المسببات الرئيسة للشرود الذهني حين يقع الطالب تحت تاثير المشاكل الاجتماعية التي تعترض طريقه بغض النظر عن نوعها ,ولاسيما ان كانت هذه المشاكل تتعلق بمحيطه العائلي بوصفها اكثر العوامل تاثيرا على الطلبة وأشدها انعكاسا على الاستجابة النفسية والذهنية لدى الطلبة لمعطيات تلك المشاكل التي تسبب في تشتت ذهن الطالب وتفكيره نحوها وتحول دون تمكنه من توجيه مسار تفكيره نحو واقعه العلمي مما يضعف تدريجيا اسستراتيجيات الانتباه وبالتالي من معدل التركيز لدى الطالب وهو بصدد تجربته المعرفية التي تستلزم منه انقياد القدرة الذهنية لاستيعابها. او خارجية التي تتسم بالضغوطات والتوترات المتلاحقة وما تفرزه من عوامل الانشغال بها.


ومما يزيد من تفاقم حدة هذه المشكلة لدى الطلبة من ذووي الشرود الذهني :

  • حين يقع الطالب اسيرا للأحلام الخيالية التي لا تمد بصلة لأرض الواقع المادي والملموس الذي ينتمي اليه , فيلجأ الى الاستغراق في هذه الاحلام حتى في ظل محيطه المعرفي الذي يتوجب عليه طرح هذه الاحلام جانبا ,بل ان الاستغراق في هذه الاحلام يقود الطلبة الى الانقياد السريع وهو في ظل واقعه المعرفي للمؤثرات الخارجية عن الدرس مما يتولد لدى الطلبة شعورا بفقدان او ضعف الثقة بالنفس ويشكك في قدراته الذاتية على الاستجابة لواقعيه المادي والمعنوي ,وينسحب ذلك على ضعف تقبله او تكيفه للمواقف التربوية التي تؤدي بالتالي الى ابتعاد الطالب عن تجربته التعليمية ويسهم بشكل او بأخر في ضعف او انخفاض المستوى الاكاديمي لديه.

وان معالجة هذه المشكلة :

امر يستوجب تفعيل بعض الاساليب التي تسهم بصورة او باخرى في اخراج الطلبة من دائرة الشرود الذهني والتي تقع غالبا على عاتق المدرس بوصفه الوسيط التربوي المهم الذي يتفاعل بشكل مباشر مع الطلبة ويسهم في تحقيق التكيف والتوافق المطلوبين بين الطالب وبيئته المدرسية وينمي الدوافع الدراسية والاتجاهات الايجابية نحو التعلم .

وهو وفق ذلك بامكانه المساهمة في احداث بعض التغيرات والتعديلات في سلوك الطلبة حتى على صعيد تفعيل الطاقات الذهنية الكامنة في ملكة العقل لدن الطلبة من ذووي الشرود الذهني ,وذلك من خلال :

الدور الذي يؤديه في اثناء العملية التعليمية من حيث تشديد ذهن الطالب وتوجيه تركيزه نحو الدرس وتتوقف هذه العملية على الطريقة التي يتبعها في اثناء الدرس والاسلوب الذي يعمد اليه ,فكثيرا ما يكون المدرس احدى العوامل الرئيسة التي تعمل على تفعيل قابليات التشتت الذهني لدن الطلبة الذين يعانون من مشكلة الشرود الذهني والتي تقاس على الطريقة التي يتبعها اثناء ادائه مهامه التدريسية حين يلجاء الى الاساليب التقليدية التي تتمثل في طريقة الاداء او الالقاء اللفظي للدرس والتي تحول دون اشراك الطلبة عامة وذووي الشرود الذهني خاصة ضمن مسار الفلك التعليمي المتمثل بالتجاوب الاكاديمي والتفاعل بين الطالب والدرس داخل اطار الاسئلة والاجوبة التي تنمي قابليات ومهارات الطلبة وتؤدي بالتالي الى تنمية افكار الطالب وتشد من قدرته الذهنية نحو الدرس.

فضلا عن مراعاته الفروق الفردية اثناء التدريس والعوامل التنافسية التي غالبا ما يبرز معها الطلبة ذووي القدرات المتفوقة واستخدامه للوسائل التعليمية التي تسهم في جذب انتباه الطالب للدرس وتضعف من قابلياته على الاستجابة السريعة للمؤثرات الخاجية التي تشتت تفكيره بحيث تؤدي وفق ذلك الى شحن التركيز الذهني لدى الطلبة الذين يعانون من مشكلة الشرود الذهني.

ناهيك عن العامل الانساني الذي يؤدي دور لايستهان به في معالجة هذه المشكلة من حيث تقديم النصح والمشورة لللطلاب ومساعدتهم في تنظيم اوقات الفراغ وتبصيرهم بالخصائص النفسية والعقلية كل ذلك يسهم بلا شك في تعزيز الثقة بالنفس وبالتالي تفعيل ظاهرة التركيز الذهني لدى الطلبة.

موسوعة دهشه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق