2011/05/14

اتجاهات حديثة في الإشراف التربوي …. الإشراف التطوري

د.عبدالعزيز البابطين istockphoto_13617482-leadership

الإشراف التطوري :

يعد كارل جلكمان(Carl Glickman) هو صاحب نظرية الإشراف التربوي التطوري،ويعد الإشراف التربوي التطوري أحد الاتجاهات الحديثة في مجال الإشراف التربوي،حيث أنه يهتم بالفروق الفردية لدى المعلمين. وحدد جلكمان ثلاثة أساليب إشرافية هي:الأسلوب المباشر،الأسلوب التشاركي،والأسلوب غير المباشر،من أجل تطوير قدرات المعلمين وإمكاناتهم،لأداء مهامهم الموكلة لهم على أفضل وجه. ويفترض جلكمان أن هذه الأساليب الإشرافية الثلاثة تقابل جميع الأذواق والفروق الفردية للمعلمين في ميدان التربية والتعليم.

ويمكن تعريف أساليب الإشراف التربوي التطوري على النحو التالي:

-الأسلوب الإشرافي المباشر:

هو أسلوب يؤكد على وضع الأسس التي ينبغي أن يسير عليها المعلم لبلوغ هدفه،وتحسين تدريسه،بما يعود على طلابه بالمنفعة،ويستخدم هذا الأسلوب مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي والمنخفض.

-الأسلوب الإشرافي التشاركي:

هو أسلوب يؤكد على أن عملية التدريس هي-في واقع الأمر-حل للمشكلات،عليه يشترك المشرف التربوي والمعلم معاً في وضع خطة عمل تشتمل على: أهداف،وإجراءات تنفيذ،وتقويم،ومتابعة في سبيل تحسين عمليتي التعليم والتعلم . ويستخدم هذا الأسلوب مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي المتوسط.

-الأسلوب الإشرافي غير المباشر:

هو أسلوب يؤكد على أن عملية التعلم تعتمد في الأصل على خبرات ذاتية،عليه فالمعلم يجب أن يتوصل إلى حلول نابعة من ذاته،بغرض تحسين مستوى خبرات طلابه. ويستخدم هذا الأسلوب مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي العالي.

 

خلفية الإشراف التربوي التطوري:

بنى جلكمان نظريته على الأسس التالية:

1)يختلف المعلمون في مستوى تفكيرهم التجريدي،ومستوى دافعيتهم للعمل.

2)يختلف المعلمون في مستوى قدراتهم العقلية.

3)ضرورة السعي المتواصل لزيادة قدرات كل معلم ليحقق أعلى مراحل التفكير والدافعية نحو العمل،من خلال توجيه المعلم لنفسه توجيهاً ذاتياً في سبيل حل المشكلات التي تواجهه في مجال التدريس.

كما يرى جلكمان:

1-أن المعلم هو محور العملية الإشرافية.

2-أن تطوير قدرات المعلمين وتنميتها هي مهمة الإشراف التربوي الأولى.

3-أن المشرف التربوي التطوري هو إنسان معد مهنياً،وخبير في استخدام الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية الخاصة بتشخيص مستوى التفكير التجريدي للمعلمين.

4-أن المشرف التربوي التطوري هو إنسان ذو تفكير تجريدي مرتفع،ولديه القدرة على توجيه المعلمين على اختلاف مستويات تفكيرهم التجريدي ،بينما المشرف التربوي ذو التفكير التجريدي المنخفض أو المتوسط لن يكون بمقدوره تقديم المساعدة المطلوبة لجميع فئات المعلمين.

 

فيما يتعلق بمستوى التفكير التجريدي:

أ)فالمعلم ذو التفكير التجريدي المنخفض يتسم بمايلي:

1)صعوبة في تحديد المشكلة.

2)يستجيب للمشكلة بعدد محدود من الخيارات،وبشكل"روتيني"رتيب.

3)يرغب في الحصول على توجيهات مباشرة من الآخرين(مشرف أو زميل).

4)يعاني من صعوبات في إدارة الصف.

5)يعاني من نقص في عدد أساليب التدريس التي يستخدمها.

6)يشعر بالخوف عند لقاء المشرف التربوي.

7)لايملك الإحساس بالأمن الوظيفي.

8)يتسم بعدم المرونة.

9)لايملك القدرة على التعايش مع ضغوط العمل.

10)يتشبث بتطبيق النظام بأسلوب جامد.

 

ب)أما المعلم ذو التفكير التجريدي المتوسط فإنه يتسم بما يلي:

1)يمتلك القدرة على تحديد المشكلة.

2)يستجيب للمشكلة حين تواجهه بواحد أو اثنين من الخيارات المناسبة لحل المشكلة.

3)يواجه صعوبة في وضع خطة شاملة واضحة المعالم لحل مشكلته.

4)يرغب في حل مشكلته بنفسه.

5)يطلب مساعدة الآخرين(كالمشرف التربوي مثلاً)،بعد المحاولة والتفكير في كيفية التغلب على مشكلته.

6)يتقبل الاقتراحات بصدر رحب.

7)يعطي قيمة كبيرة للعملية التعاونية داخل حجرة الصف والمدرسة.

8)ثقته بنفسه وإحساسه بالأمن الوظيفي أفضل من المعلم ذو التفكير التجريدي المنخفض.

 

ج)المعلم ذو التفكير التجريدي العالي يتسم بمايلي:

1)بمقدوره تحديد المشكلة بشكل واضح،ومن عدة جوانب.

2)يستجيب للمشكلة بخيارات وطرق عدة.

3)بمقدوره وضع تصور شامل لحل المشكلة.

4)يمكنه اختيار أفضل البدائل في حل مشكلته.

5)يتمتع بتفكير مبدع وغير معتمد على الآخرين.

6)يعتبر الطالب هو محور العملية التعليمية.

7)يعد قائداً تربوياً غير رسمي في مدرسته وبين رفاقه.

8)يحب عمله ويبدي مرونة كبيرة في تعاونه مع الآخرين.

9)يثق بنفسه وقدرته.

10)الجو الاجتماعي والنفسي العام داخل فصله مريح.

 

اختيار الأسلوب الإشرافي المناسب لكل معلم:

بعد أن بتعرف المشرف التربوي على مستوى التفكير التجريدي لدى المعلمين،يمكنه أن يصنفهم إلى ثلاث فئات رئيسية هي:

1)الفئة الأولى :

تتكون الفئة الأولى من معلمين مستوى تفكيرهم التجريدي منخفض. وتتصف هذه الفئة بأنها لاترغب في عملية التغيير أو التجديد التربوي،بل تفضل الاستمرار في أداء العمل بشكل رتيب "روتيني". ويعتقد جلكمان أن أنسب أسلوب إشرافي يستخدم مع هذه الفئة من المعلمين هو الأسلوب الإشرافي المباشر. ويقصد بالأسلوب المباشر أن يقوم المشرف التربوي بإعطاء توجيهات مباشرة للمعلم،وتقدير مستوى كفاءته في التدريب من خلال ممارسة الأفعال السلوكية التالية:النموذج أو القدوة،إصدار التوجيهات،التحفيز وتعزيز المواقف.

2)الفئة الثانية :

تتكون الفئة الثانية من معلمين مستوى تفكيرهم التجريدي متوسط. وتتصف هذه الفئة بأنها تمتلك الرغبة في تحسين مستوى طلابها،إلا أن قدرتها على التفكير التجريدي محدودة،مما يجعل ممارستها غير واقعية ومضطربة في كثير من الأحيان. ويعتقد جلكمان أن أنسب أسلوب إشرافي يستخدم مع هذه الفئة من المعلمين هو الأسلوب الإشرافي التشاركي.

ويقصد بالأسلوب الإشرافي التشاركي أن يقوم المشرف التربوي بإرشاد المعلمين للخطوات الصحيحة في حل المشكلة،من خلال علاقات إنسانية تعاونية ومتبادلة. والمشرف التربوي التشاركي يمارس الأفعال السلوكية التالية:العرض،حل المشكلة،والمناقشة،وذلك بغرض وضع خطة عمل يشترك في تصحيحها المعلم والمشرف التربوي معاً.

3)الفئة الثالثة :

تتكون الفئة الثالثة من معلمين مستوى تفكيرهم التجريدي عالي. وتتصف هذه الفئة بأنها تتمتع بمستوى عالي من الذكاء وتحمل أفكاراً تربوية مفيدة للطلاب وللمدرسة على حد سواء،وتقدم أفكاراً وأنشطة بلا حدود،وتسهم في تطبيق تلك الأفكار في الواقع المدرسي. والمعلم الذي ينتمي إلى هذه الفئة يعد قائداً تربوياً ميدانياً غير رسمي يلجأ زملاؤه المعلمون إليه بطلب المساعدة. ويعتقد جلكمان أن أنسب أسلوب إشرافي

يستخدم مع هذه الفئة من المعلمين هو الأسلوب الإشرافي غير المباشر. ويقصد بالأسلوب الإشرافي غير المباشر أن يقوم المشرف التربوي بتيسير عمل المعلم في التوصل إلى حلول نابعة من ذاته،بغرض تحسين مستوى خبرات طلابه. والمشرف التربوي غير المباشر يمارس الأفعال السلوكية التالية:الإصغاء،الإيضاح،والتشجيع.

م

الأسلوب الإشرافي

درجة المسؤولية لدى

مستوى التفكير التجريدي لدى المعلمين

الممارسات الإشرافية لدى المشرف التربوي

المشرف التربوي

المعلم

1

المباشر

عالية

منخفضة

منخفض

نموذج،إصدار،توجيهات،وتحفز

2

التشاركي

متوسطة

متوسطة

متوسط

عرض،حل المشكلة،ومناقشة

3

غير المباشر

منخفضة

عالية

عالي

إصغاء،إيضاح،وتشجيع

 

مراحل الإشراف التربوي التطوري:

1)مرحلة التشخيص:

تعتبر هذه المرحلة بمثابة الخطوة الأولى،حيث يقوم المشرف التربوي بعملية تشخيص مستوى المعلم بشكل دقيق،من خلال تحديد مستوى التفكير التجريدي.

2)مرحلة التطبيق:

تعتبر هذه المرحلة هي الخطوة الثانية بعد عملية التشخيص.يقوم المشرف التربوي في هذه المرحلة باختيار الأسلوب الإشرافي المناسب لمستوى التفكير التجريدي لدى كل معلم. وتتلخص مهمة المشرف التربوي في مرحلة التطبيق في اختيار الأسلوب الإشرافي المناسب،من خلال المزاوجة التالية:

أ)بقوم المشرف التربوي باستخدام الأسلوب الإشرافي المباشر مع المعلم الذي يتصف بمستوى تفكير تجريدي منخفض.

ب)يقوم المشرف التربوي باستخدام الأسلوب الإشرافي التشاركي مع المعلم الذي يتصف بمستوى تفكير تجريدي متوسط.

ج)يقوم المشرف التربوي باستخدام الأسلوب الإشرافي غي المباشر مع المعلم الذي يتصف بمستوى تفكير تجريدي عالي.

3)مرحلة التطوير:

تمثل هذه المرحلة من الإشراف التربوي التطوري أهمية كبيرة للمشرف التربوي،حيث أنه يحاول زيادة سرعة تطوير مستوى المعلم وتحسبنه،ومساعدته في التعامل مع القضايا التربوية بذكاء وجدية،وتتلخص مهمة المشرف التربوي في مرحلة التطوير بالارتقاء بسلوك المعلم من الأسلوب المباشر إلى الأسلوب التشاركي،ثم الأسلوب غير المباشر.

 

وقد قام جلكمان Glickman عام 1981م بتحديد النسب المئوية المهمة التالية:

أ)تقدر نسبة المعلمين الذين يطبق عليهم الأسلوب الإشرافي المباشر بحوالي5إلى10%تقريباً من المجموع الكلي.

ب)تقدر نسبة المعلمين الذين يطبق عليهم الأسلوب الإشرافي التشاركي بحوالي60إلى70% تقريباً من المجموع الكلي.

ج)تقدر نسبة المعلمين الذين يطبق عليهم الأسلوب الإشرافي غير المباشر بحوالي10 إلى20% تقريباً من المجموع الكلي.

 

حاول جلكمان وتامشيرو Glickman and Tamashiro توجيه الأنظار إلى البعد الفلسفي الذي تنطلق منه الأساليب الإشرافية الثلاثة التالية:المباشر،التشاركي،وغير المباشر؛وذلك بغرض البحث عن أسس ومرتكزات نظرية للإشراف التربوي التطوري. ويرى جلكمان وتامشيرو أن الأسلوب المباشر في الإشراف التطوري مشتق من الفلسفة الأساسية Essentialism، لأن المشرف التربوي الذي يستخدم الأسلوب المباشر ينظر إلى عملية التدريس على أنها مجموعة مهارات فنية،وكفايات تعليمية،ينبغي على المعلم أن يتقنها بدرجة محددة من قبل المشرف التربوي. والأسلوب التشاركي في الإشراف التطوري مشتق من الفلسفة التجريبية Experimentalism،لأن المشرف التربوي الذي يستخدم الأسلوب التشاركي ينظر إلى عملية التدريس على أنها أصلاً حل للمشكلات،ويفترض أن يشترك اثنان أو أكثر في وضع فرضيات،وتجريبها من أجل الوصول إلى المشكلة. وعليه فإن دور المشرف التربوي في العملية التعليمية التعلمية هو: التعاون مع المعلم،للوصول إلى حل مشترك. أما الأسلوب غير المباشر في الإشراف التربوي التطوري فهو مشتق من الفلسفة المعاصرة،التي تؤكد على حرية الفرد

ومسؤوليته Existentialism، لأن المشرف التربوي ينظر إلى عملية التعلم-في الأصل-على أنها خبرات ذاتية خاصة بالفرد نفسه،وعليه يفترض أن يتوصل ذلك الفرد إلى حلول نابعة منه،ومقتنع بها شخصياً. وفي هذه الحالة يكون دور المشرف التربوي هو الإصغاء بفاعلية المعلم،وتجنب إصدار الأحكام ومنح المعلم ثقة كبيرة في النفس حتى يستطيع أن يواجه المشكلات التي تعترضه،ثم يتغلب عليها بأقل قدر ممكن من التوجيه.

 

خطوات عملية في ممارسة الإشراف التربوي التطوري:

ويستخدم المشرف التربوي طريقة من عدة خطوات من أجل تحقيق مشاركة المدرس في الوصول إلى الهدف المطلوب. والخطوات هي مايلي:

1) الإصغاء بفاعلية Listening:

عندما يتحدث المدرس يظل المشرف صامتاً،وبدون كلام،مع متابعة زميله متابعة جيدة،كأن يومئ برأسه،كإشارة للانتباه،ويستمر المشرف كذلك،حتى ينتهي المدرس من حديثه.

2) الإيضاح،استيضاح Clarifying:

وهنا يستجيب المشرف التربوي على شكل طرح أسئلة توضيحية،بغرض معرفة المشكلة بوضوح،كأن يقول المشرف: ماذا تقصد بأن الطلاب لايعرفون الحقيقة؟أي حقيقة؟وأي طلاب؟

3) التشجيع Encouraging:

يهيئ المشرف التربوي الجو الاجتماعي،بغرض تشجيع المدرس للتحدث،أكثر،حول قضايا يمكن أن تكون لها علاقة بالمشكلة؛كأن يقول المشرف للمدرس:يبدو لي أنك غاضب تماماً من الطلاب؛طيب،اجلس وأخبرني ماذا حصل؟

4) العرض أو التقديم Presenting:

يعرض المشرف ملاحظاته وأفكاره الخاصة به حول الصعوبات والعقبات،ويقول:دعني أقدم لك بعض آرائي حول القضية،ثم يقول:"أعتقد أن هناك طالبين،هما:فلان وفلان،هما السبب في مشكلتك،حيث أن هذين الطالبين هما سبب تعاسة

بعض المعلمين في هذه المدرسة،كما قيل لي" وعلى ضوء ذلك يمكن القول أن هذين الطالبين يشكلان جزءاً رئيسياً في مشكلتك.

5) حل المشكلة Problem Solving:

يبدأ المشرف التربوي في المناقشة مع المدرس،بعرض عبارات تهدف للوصول إلى حلول مثل:ماذا فعلت مع الطلاب سابقاً لحملهم على العمل؟ ماذا تنوي أن تفعله مستقبلاً؟ أو هل حاولنا استخدام نظام محفز للعمل،كتغيير النمط التقليدي لوضع الكراسي داخل الفصل،أو تنويع مستوى الواجبات أكثر هو عليه الآن؟

6)المناقشة Negotiating:

يحاول المشرف التربوي أن يمسك بالقضية،وذلك عن طريق طرح الأسئلة التالية: ماذا ستفعل في هذا الموقف؟ ماذا يجب أن أعمل بوصفي مشرفاً تربوياً؟ وماذا ينبغي أن تعمله أنت كمدرس لتحسين هذا الموقف؟ ثم يقول المشرف للمدرس:دعنا نكون دقيقين ومحددين.

7)النموذج القدوة أو المثال Demonstrating:

يقوم المشرف التربوي بأداء العمل،ليرى المدرس كيف يعمل في مثل هذه الظروف،وذلك عن طريق (1)أن يقوم المشرف بتدريس الطلاب بدلاً عن المدرس،ويدع المدرس يلاحظ تدريسه "كقدوة" (2)ويمكن أن يطلب من المدرس ملاحظة تدريس مدرس آخر هو أكثر فاعلية في التدريس وأكثر تحفيزاً لطلابه. وهنا يمكن أن ينتبه المدرس لمشكلته، ويحاول أن يحسن تدريسه وعلاقته بطلابه. وقد يطلب المدرس-بعد هذا التعديل- من المشرف الحضور لملاحظة هذا التغيير.

8)إصدار التوجيهات Directing:

يبدأ المشرف التربوي هنا بتوجيه المدرس لما يجب أن يقوم به بالتفصيل،فيقول مثلاً:فلان،أريدك أن تفعل كذا وكذا ...ابتداءً من يوم الغد. اعمل أو صحح واجبات طلابك في الخمس عشرة دقيقة الأولى،ثم اختبر طلابك على انفراد في الدقائق التي أعطيت لهم فيها الواجبات المنزلية. أعط الطلاب الفرصة لتصحيح واجبات زملائهم، وهكذا ...جرب هذه الطريقة،وسوف أعود إليك الأسبوع القادم،لتوقفني على مافعلت.

9)التحفيز وتعزيز المواقف Reinforeing:

وهنا يقول المشرف التربوي للمدرس:أريدك أن تحفظ سجلات لكل طلابك في الاختبارات خلال الأسبوع،وإذا حصل تقدم أو تحسن لطلابك بدرجة20% خلال الفترة المتفق عليها،سوف أشير إلى هذا التقدم في تقويمي لك في المرة التالية.

 

مستوى التفكير التجريدي لدى المعلمين:

هناك عدة تجارب وطرق لتحديد مستوى التفكير التجريدي للمعلم،حيث يتعرف المشرف التربوي على سمات المعلم ذي التفكير التجريدي،عن طريق عدة مصادر من أهمها:

1- القراءة والاطلاع على الدراسات والأبحاث وكتابات الأعلام في هذا الحقل،من أجل أن تتكون لدى المشرف التربوي حصيلة علمية ومعرفية كبيرة في هذا المجال.

2- ملاحظة المعلم ملاحظة مباشرة أثناء أدائه لمهامه التدريسية داخل حجرة الصف.

3- يفترض المشرف التربوي –لفترة زمنية محدودة- أن الأسلوب التشاركي هو أسلوب صالح لجميع المعلمين دون استثناء. وبعد أن يتعرف المشرف التربوي على مستويات تفكيرهم التجريدي عن قرب،من خلال الممارسات والمداولات الإشرافية الفردية اللاصفية.

4- يمكن للمشرف التربوي استخدام اختبار إكمال عبارات من تصميم هونت عام 1971م،وهو خاص بقياس مستوى التفكير التجريدي لدى المعلمين.

5- أن يعد المشرف التربوي إعداداً نظرياً جيداً في عدة مجالات من أهمها:علم نفس الكبار،نظريات التعلم،نظريات الذكاء والقدرات العقلية،نظريات الإدارة والقيادة التربوية،أساليب الاتصال التربوي،والأسس والمفاهيم الحديثة للإشراف التربوي.

6- القدرة على إجراء مقابلات شخصية مقننة لقياس مستوى التفكير لدى المعلمين.

 

ميزات استخدام الإشراف التربوي التطوري:

1)يهتم الإشراف التربوي التطوري بمراعاة الفروق الفردية لدى المعلمين من خلال استخدام أساليب إشرافية متنوعة.

2)يؤكد الإشراف التربوي التطوري على دوره في تطوير وتنمية طاقات المعلمين وقدراتهم،ويقلل من دور التقييم وإصدار الأحكام في الممارسات الإشرافية.

3)يتم اختيار الأسلوب الإشرافي بناءً على احتياجات المعلم الشخصية والمهنية الفعلية.

4)ينحو الإشراف التربوي التطوري نحواً علمياً،باستخدام مراحل واضحة ومرتبة منطقياً،تسهم في إلغاء الأحكام الذاتية للمشرف التربوي.

5)يشبع الإشراف التربوي التطوري مناخاً مؤسسياً سليماً وصحياً،نتيجة لتأكيده على تطوير قدرات المعلم وإمكاناته،وتجنب تصيد أخطاء المعلم وهفواته.

6)يوفر الإشراف التربوي التطوري اختبارات علمية لتشخيص قدرات المعلم،وسبل تطويرها بما ينعكس إيجاباً على العملية التعليمية التعلمية.

 

المآخذ على الإشراف التربوي التطوري:

1)اختيار المشرف التربوي التطوري للأسلوب الإشرافي المناسب للمعلم يؤثر سلباً على علاقة الزمالة والتعاون بين المشرف التربوي والمعلم،حيث ينظر المعلم إلى هذه العلاقة على أنها أشبه ماتكون بعلاقة رئيس ومرؤوسه.

2)يرى البعض أن تحديد الأسلوب الإشرافي بناءً على مستوى التفكير التجريدي-فقط-غير كاف،وعليه يرون ضرورة إضافة متغير آخر هو متغير الدافعية للعمل. وبرز هذا الاتجاه في بعض الدراسات العلمية في هذا المجال،حيث تمت المزاوجة بين مستوى التفكير التجريدي ومستوى الدافعية للعمل، وعلى ضوء ذلك يتم تحديد الأسلوب الإشرافي المناسب للمعلم.

3)تطبيق الإشراف التربوي التطوري يتطلب تقليل نصاب المشرف التربوي من المعلمين،مما يترتب عليه زيادة كبيرة في أعداد المشرفين التربويين،بثلاثة أضعاف أعداد

المشرفين التربويين في نظام الإشراف التقليدي،مما يشكل أعباءً مالية إضافية على ميزانية التعليم.

4)يتطلب تطبيق نظام الإشراف التربوي التطوري ميدانياً عدداً كبيراً من المشرفين التربويين الذين يتسمون بتفكير تجريدي عالٍ،وقد يصعب توفير مثل هذا العدد.

5)يتطلب تطبيق أساليب الإشراف التربوي التطوري تهيئة الميدان،وتدريباً مكثفاً لجميع المشرفين التربويين،مما يترتب عليه صعوبات إدارية وفنية،وزيادة في التكلفة المادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق