مازال بعض التربويين من محدودي الرؤية يرون في النشاط الطلابي مضيعة لوقت المعلمين والطلاب والحصص !! ولم يعوا بعد أن من أقر النشاط بموازناته العالية وبرامجه هو من أقر الحصص بتخصصاتها وتوقيتاتها ؟؟!! من منطلقات وأسس علمية.
تلك الرؤية تعتبر عائقاً إضافياً يواجه النشاط الطلابي بالإضافة إلى عوائق عدة … تبقى العوائق المتعلقة بالقناعات الشخصية وليست العلمية هي الأصعب على الإطلاق والأشرس مقاومة.
وكأساس علمي يتبوء النشاط الطلابي مكانة هامة ضمن مكونات المنهج في مفهومه الواسع ولا يعيبه أن يطلق عليه في بعض برامجه مصطلح "لا صفي" أي أن فعالياته تترجم ما يدور في "الصف" وتضيف مهارات حياتية هامة للطلاب.
عكس ما يعتقده البعض ويحورون مفهوم مصطلح "لا صفي" إلى " غير هام – غير ضروري - ثانوي " وهذا والله غياب كامل للمفهوم العلمي لديهم… بل أن البعض يروج ويؤكد أن النشاط الطلابي "لا منهجي" ؟؟!!
ربما ارتباط صورة النشاط الطلابي بمنح الطلاب حرية التعبير المنضبطة للتعبير عن قضاياهم ومشاعرهم بأساليب متعددة لينمو وتنمو شخصياتهم وتتحدد أهدافهم … ربما هذا جانب من جوانب المقاومة للنشاط خاصة من من هم مازالوا متمسكين بمنهج "التعليم التقليدي" الضيق الذي يعتقد فيه : أن التربية والتعليم تنحصر في حصة دراسية ومعلم يشرح وطالب يستمع يحفظ ويجيب على أسئلة الاختبارات فينجح أو يرسب ؟؟!! ولم يعلم هؤلاء أن الزمن طوى تلك المفاهيم والمرحلة لا تقبل "التقوقع" وتغليب الأراء الشخصية على الموضوعية العلمية.
وبالمحصلة النهائية لسنا بصدد جدل لا قيمة له بل أننا أمام ممارسات يجب أن تنهج المنهج العلمي لنجني أهداف التربية والتعليم بلا افراط ولا تفريط فمن المعلوم أهمية التوازن حتى بين أركان المنهج وألا يغلب ركن أو يستحوذ أكثر مما يغطي أهدافه ومضامينها.
كانت تلك الكلمات نبعت بعد اطلاعي على عدة دراسات عن النشاط الطلابي منها دراسة بعنوان "تقويم واقع الأنشطة الطلابية وتطويرها باستخدام وسائل وتقنيات التعليم" د. عائشة بليهش محمد العمري أ. غزيل عبد الله السعيد- جامعــــة طيبــــة …. وراق لي جملة مما جاء فيها وقد اقتطفت لكم منها ما يلي :
مقدمة :
لقد اهتمت المناهج الحديثة اهتماماً بالغاً بالأنشطة الطلابية التي تمثل جانباً مهماً من جوانب العملية التعليمية التي أصبحت اليوم شمولية تكاملية, لا تقتصر على ما يتم تدريسه في الصف, ولا على الجهد الذي يبذله المعلم, أو على الوسائل المساندة للعملية التعليمية وحدها.
كما لم تعد العملية التعليمية حصراً على الفصول والقاعات, بل تجاوزت ذلك إلى مشاركة المؤسسات التربوية, والاجتماعية, والثقافية من بيت, ووسيلة إعلامية, وتثقيفية, فبتغير النظرية التربوية من الاهتمام بتخزين المعلومات إلى نمو القدرات الشخصية والاجتماعية, بدأ الاهتمام بنشاطات الطلاب كوسيلة للتعليم, وتغيرت النظرة إلى القيم التربوية لهذه الأنشطة, وأصبحت النظرة إليها على أنها ذات أهمية بالغة, حتى إنها أدمجت في البرنامج الدراسي إلى جانب المواد الدراسية. (الأحمري, 2008: 3)
ولابد من التمييز بين نوعين أساسين من الأنشطة المصاحبة هما :
الأنشطة الصفية :
وهي التي يقوم بها المعلم والمتعلم كجزء أساسي في منظومة التدريس, داخل حجرات الدراسة, ويطلق عليها البعض اسم الأنشطة المنهجية.
أما النوع الثاني فيعرف بالأنشطة غير الصفية :
وهي التي يقوم بها المتعلم غالباً بتوجيه من المعلم, داخل المؤسسة التعليمية أو خارجها, وبشكل غير إجباري, لدعم وإثراء الخبرات التعليمية التي يكتسبها الطلاب. (يوسف, 1999: 137)
أهمية النشاط الطلابي :
كل برنامج يتم تنفيذه هو في أصله يحقق أهمية والتي لا بد أن تكون مرسومة وواضحة, والنشاط الطلابي له أهمية بالغة لا تقل عن أهمية ما يحدث داخل القاعات الدراسية إذ أنه يعتبر ركن من أركان المنهج بمفهومه الواسع ووسيلة من الوسائل الفعالة لتحقيق الأهداف التربوية ويمكن تلخيص أهمية النشاط الطلابي فيما يلي:
1. النشاط الطلابي مجال خصب لتعبير الطلاب عن ميولهم وإشباع حاجاتهم, ومما لا شك فيه أن إشباع حاجات الطلاب عامل من العوامل التي تحببهم في الدراسة وتمنعهم من الجنوح والتمرد.
2. من خلال النشاط الطلابي يتعلم الطلاب أشياء يصعب تعلمها داخل القاعات الدراسية, فعن طريق هذا النشاط يمكن أن يزود الطلاب بالخبرات العديدة الخلقية والعلمية والعملية التي لا يتاح لهم اكتسابها داخل القاعات الدراسية, مثل التعاون مع الغير, وتحمل المسؤولية, وضبط النفس, والمشاركة في اتخاذ القرار, والتخطيط وغير ذلك من الأشياء التي من شأنها تدعيم شخصية الطالب.
3. ينمي النشاط الطلابي استعدادات الطلاب للتعلم, ويجعلهم أكثر قابلية لمواجهة المواقف التعليمية المتعددة.
4. يساهم النشاط الطلابي الهادف في تحقيق أهداف المواد الدراسية, وحفز الطلاب في مجال التحصيل العلمي, وقد توصلت دراسة (سالم, 2002) ودراسة ( صائغ, 2006) أن هناك أثر واضح للنشاط الطلابي على تحصيل الطلاب.
5. يساهم النشاط الطلابي في تعزيز ثقة الطالب بنفسه, وقد أشارت دراسة (Gullen,2000) إلى أن الطلاب الذين شاركوا في الأنشطة الطلابية ازداد احترامهم وثقتهم بأنفسهم.
6. يساهم النشاط الطلابي في إكساب الطلاب خبرات اجتماعية في تكوين العلاقات الإنسانية السليمة, وفي تنمية أفكارهم وأساليبهم وخلق المنافسة الشريفة بينهم, وقد بينت دراسة (الخراشي 2004) أن الأنشطة الطلابية الجامعية لها تأثير كبير في عملية إكساب وتنمية المسؤولية الاجتماعية للطلاب كجانب أساسي في بناء شخصياتهم.
7. يساهم النشاط الطلابي مساهمة فعالة في تنمية ميول الطلاب وتوجيههم التوجيه السليم. (الحقيل, 1996: 289-290)
الأنشطة الطلابية :
يعرف النشاط الطلابي على أنه
" ذلك البرنامج الذي تنظمه المدرسة متكاملاً مع البرنامج التعليمي والذي يقبل عليه الطلاب برغبتهم بحيث يحقق أهدافاً تربوية معينة داخل الفصل أو خارجه, وفي أثناء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدراسة, على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الطالب وتنمية هواياته وقدراته في الاتجاهات التربوية والاجتماعية المرغوبة" (سمعان ومرسي,1989 : 260-261)
ويعرف على أنه
"خطه مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهداف تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أو خارجه، داخل الفصل أو خارجه خلال اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي ... مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة على الإنتاج " (محمود, 1998: 18)
ومما تقدم يمكن تعريف النشاط الطلابي اجرائياً على أنه
" البرامج والأنشطة التي تنظمها الجامعة أو المدرسة والتي تقبل عليها الطلاب وفق قدراتهم وميولهم ورغباتهم وإمكانياتهم ويشبع حاجاتهم بحيث يحقق هدف تربوي واضح داخل الفصول وخارجها وداخل المدرسة وخارجها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق