2010/07/16

الصيف وحره .... لا يستحق منا كل هذا !!


كتب . عبدالله القرزعي -
قال تعالى(يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ) [النور:44]
وقال : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) [الفرقان:62]
وعن النبي صلى الله عيه وسلم كما في الصحيحين أنه قال :
( اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب آكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم )
المتأمل لحال بعض الناس اليوم مع هذا الصيف القائض شديد الحر ؛ يجد كثرة التذمر والوجل والقنوط ؛ بالرغم من علمهم بأن لله عز وجل حكمة في ذلك.
وتتعدد وتكتشف يوماً بعض يوم حكم تقلب الليل والنهار والفصول في جميع مجالات العلوم ؛ ومع ذلك يركن البعض إلى عدة أساليب هي خارج فطرة الخلق ما يفوت عليهم فرص الاستفادة من تلك التقلبات الجوية ؛ ومن ذلك :
• قلب القاعدة الفطرية ؛ قال تعالى ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً) [الفرقان : 47] فتجد البعض يسهر ليلاً ويخلد للنوم والخمول نهاراً ؛ ولا يخفى لما ذلك من أثار سلبية على جسم الإنسان .
• التوقف تماماً عن مزاولة أي عمل أو نشاط خلال فترة الصيف ؛ وتحجيم أثر الحر على نشاط الإنسان الذي خلقه الله متكيفاً مع التقلبات أياً كانت.
إنني هنا لا أنادي بأي حال من الأحوال إلى زيادة النشاط والعمل .
بقدر ما أنادي إلى عدم تكبيل النشاط والعمل والركون إلى الراحة المفرطة ؛ واعتقاد أن الحياة والعمل تقف تماماً بسبب حر الصيف أو برد الشتاء ؛ نعم هي مؤثرة لكن ليس لحد التوقف التام.
بل باعتقادي أن فترة الصيف فرصة لممارسة كثير من الأعمال والأنشطة لمختلف الفئات ؛ خاصة بتوقيتها مع الإجازات ؛ومن ذلك :• التزود ببعض العبادات كالعمرة وزيارة المسجد النبوي وقراءة القرآن الكريم وحفظه.
• السفر والترحال في أرض الله الواسعة وتحديد أهداف سامية لذلك.
• التزود الفكري في القراءة والإطلاع.
• تبني بعض المشاريع الصغيرة الخاصة.
• الاستجمام والراحة وتعلم بعض المهارات .
• قضاء بعض المعاملات والاحتياجات.
• صلة القرابة والتزاور وحضور المناسبات الاجتماعية.
• المشاركة في الأنشطة السياحية المتعددة .
بمعنى ألا يفوت الوقت ويضيع دون حراك ؛ ومعلوم أن الإنسان يعيش ويتعايش متى ما كان منتجاً ؛ مستثمراً لوقته بما ينمي قدراته ؛ ويجعله صالحاً في ذاته يعبد الله على بصيرة ؛ خيراً على مجتمعه.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ )) . رواه البخاري
قال فضيلة الشيخ الدكتور محمد النابلسي :
نعمة الصحة لا يعرفها إلا مَن فقدها ، وقد قالوا : من أدرك الإسلام والصحة ما فاته شيء ، والصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء ، لا يراه إلا المرضى ، فلما يكون الإنسان بقوته ، وبسمعه ، وبصره ، وعقله ، وصحته ، والأجهزة كلها تعمل بانتظام فهذه نعمةٌ لا تعدلها نعمة .
ونعمة وقت الفراغ عظيمة فالمؤمن يوم القيامة لا يتألم إلا على ساعةٍ مضت لم يذكر الله فيها ولم يفعل عملاً ينفعه ؛ فالإنسان بضعة أيام ، كلما انقضى يومٌ انقضى بضعٌ منه.
كل يوم ينشق فجره يقول : يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني ، فإني لا أعود إلى يوم القيامة .

رزقني الله وإياكم بركة الوقت واستثمار الصحة والفراغ .

والله الموفق ؛؛؛

هناك 3 تعليقات: