2010/07/11

فضيلة الشيخ الدكتور . عبدالله بن علي الطريف ... من لنا بمثلك


كتب . عبدالله القرزعي -
عرفت فضيلة الشيخ الدكتور . عبدالله بن علي الطريف وأنا صغير ؛ كان والده –رحمه الله- مؤذن مسجد الحي الذي يسكن فيه جدي –رحمه الله- ؛ وكان ثمة علاقة أخوية نقية بين جدي ووالده حيث كانت القلوب تتعانق قبل الأيدي ؛ كنت أرى فضيلته يأتي لوالده إذا تزامن مرافقتي لجدي في مسجد حي "البحيرية" في عنيزة القديمة ؛ كان فضيلته باراً بوالده يرافقه في أحايين كثيرة .


ومن عرف ذلك الشيخ علي الطريف -رحمه الله- مؤذن المسجد لا يستغرب سمت أبنائه وخلقهم الرفيع ؛ فقد كان شيخاً وقوراً هادئاً متزناً ؛ يشع من وجهه نور الهدى والتدين .


وإلى أن توفي الشيخ علي الطريف - رحمه الله- انقطعت عن ابنه الشيخ.عبدالله حتى انخرطت في سلك
التربية والتعليم ونقل مقر عملي لمحافظة عنيزة 1415هـ .



في عام 1417هـ كانت مهمتي الأولى في الإشراف التربوي وكنت أنذاك ضمن فريق تجريبي على تجربة "المشرف المساعد" للصفوف الأولية واستمر عملي بتلك التجربة حتى نهاية عام 1418هـ ؛ ومع بداية عام 1419هـ أقر العمل بشعبة الصفوف المبكرة بتفريغ مشرفين تربويين مختصين لها وكنت أنذاك المشرف الوحيد في الشعبة ....



تلك بدايات تواصل آخر مع فضيلة الشيخ عبدالله الطريف الذي كان
يعمل أنذاك رئيساً لشعبة الإشراف على مواد التربية الإسلامية في الإدارة ؛ وبما أننا نشترك مع شعب اللغة العربية والتربية الإسلامية في نقل الإشراف منها إلى الصفوف الأولية عملت وتعاونت مع فضيلة الشيخ عبدالله الطريف في أكثر من عمل ومنها عقد لقاءً تربوياً لمعلمي مادة القرآن للصفين الثاني والثالث الابتدائي لمجموعة من المعلمين وعقدنا ورش عمل تمخضت عن توصيات كانت قد غيرت مسار استراتيجيات تدريس القرآن الكريم للأفضل في الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية.
استمر تعاوننا حتى مع تولى قضيلته رئاسة الإشراف التربوي في عام 1420هـ ؛ كان مريحاً في تعامله موجهاً بارعاً وقائداً فذاً ...


رشحت في وقت رئاسته للإشراف التربوي مشرفاً للتدريب التربوي وأذكر أنه رفض بقوة التنازل عن رئاستي لشعبة الصفوف الأولية وطلب مني العمل مناصفة بين التدريب والإشراف واستجبت لرؤيته ورغبته وعملت مناصفة لمدة سنه ونصف ... حتى تم تفريغي تفريغاً كلياً للتدريب التربوي .
منحني فضيلة الشيخ عبدالله .. الكثير من الثقة ؛ والمزيد من الدعم ؛ وكان أخاً وقائداً ورئيساً وموجهاً ومسانداً في أمور كثيرة ...



تولى الشيخ عبدالله لاحقاً زمام إدارة التربية والتعليم في تعليم البنات في محافظة عنيزة
شرف به المنصب الذي لا يناسب غيره ...
فالثقة هو عنوانها الكبير ؛
والأمانة والإخلاص كانت أبرز سجاياه.


ومع مغادرته لميدان تعليم البنين إلى تعليم البنات استمر تواصلنا ؛ وكان جزاه الله خيراً يستشيرني في أمور التدريب التربوي في تعليم البنات الذي شرفت بأن أكون أحد المساهمين في تأسيسه ونموه وأثره مدرباً لبرامج تربوية متعددة فيه ؛ مسهماً في أفكار كانت ذات أثر إيجابي على مساره.
وتلك الفرصة الأثمن والثقة الأغلى التي شرفني بها أستاذي وشيخي - وفقه الله - .



الآن .... ترجل الفارس فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن علي الطريف عن ميدان التربية والتعليم بتقاعده ؛ عن ماذا ترغبون أن أحدثكم عن :
• رئاسة مجلس إدارة جمعية البر الخيرية في محافظة عنيزة ؛ والنهضة التي حققتها في عهده ؛ وتنظيمها إدارياً ومؤسسياً ؛ حتى باتت تملك مشاريع عملاقة منها مستشفى الوفاء والمستودع الخيري ...... وغيرها .
• مناصبة التربوية التي تولاها تباعاً خلال ما يقارب 30 عاماً .
• علمه الشرعي وحصوله على المؤهلات العليا .
• إمامته للمصلين في يوم الجمعة وخطبه المؤثرة.
• كونه مأذون أنحكة الزواج .
• عضويته لكثير من اللجان في المجتمع.
• أب ومرب فاضل.
• قائد إداري بارع.
"

إنه رجل من أمة ؛ وأمة في رجل ..."
تشرب الخير وحبه ...
وتعلم الشرع ومنهاجه ؛ وعلمه ...
وتعايش واتفق وائتلف مع الناس ....
بذل ما بوسعه من وقته وصحته .....
واقتطع من أوقات أسرته الكريمة الكثير .....
أنكر ذاته في مقابل خدمة الخير ....
تواضع جم ؛ خلق رفيع ؛ وبساطة التعامل ؛ وتلقائية التعايش ...



ألا يكفي كل هذا لننعى لأنفسنا مغادرته عن ميدان التربية والتعليم ...
ونهنئ أنفسنا به في ميادين الخير التي حملها على عاتقه منذ زمن ...
ومثله لا يفقد فإن أفلت شمس عطاءاته الخيرة عن مجال ؛ فهو حاضر في مجالات وميادين كثيرة ...
إنه الإنموذج الذي يشع نوراً لكل ناشد للخير ...
ولكل من يؤمن أن في تلك الأمة خير مادامت السموات والأرض ...
أستاذي وأخي وشيخي ومعلمي ... أبا طارق
هنيئاً لمجتمع أنت فيه ؛ ولوطن أنت منه ؛ ولأمة انتميت لها .... فكنت نموذجاً يحتذى .
ومع كل ما سبق .... نحسبك كذلك والله حسيبنا وحسيبك ...
ومع كل ما ورد .... أرى أن اختزال تأريخك وانجازاتك في سطور إجحاف بحقك ...
فأنت عهدت على نفسك التعايش مع الناس ونفعهم والصبر على أذاهم ....
أسأل الله الكريم أن يتقبلك ؛ وأن يغفر لك ؛ وأن يهبك قرة عين بصلاح ذريتك ؛ وبركة رزقك ؛ وصحتك ... وأن يطيل في عمرك على عمل صالح.

والله يحفظك ويرعاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق